أيها الفينيق الليبي حلِّّق
ألست أنت الطائر الدهري
السابح في كل العصور والمُعلّق
نستعذب هناء الأمس بحسرات اليوم الأحمق
الملح في أقداح العشق المعتق
ما بال السماء لا ترعد ولا تبرق
وصاحب اللحية البيضاء لا يغطى شعره ولا يحلق؟
أوقّدتك أمك النار في بلد الرمال وفيها تُخلّق
فأحلتها تِبرا وإستبرق
بساتين الرمان والتوت واللوز
والأقحوان وشقائق النعمان في حقول الشعير
لم تعرف الموت في أرض المصير
(إمنت) أسماها الفراعنة . وطن الليبو الكبير
لم تعرف الغرور والضياع في دهاليز السفور
دائما تعود وزمانك أبداً فيه ظهور
لا تغِب وأقِبل أيها المكنون
أعرف أنك الخالد لا تهاب المنون
أشِع بنورك كي يراه المُخرس
واصدح بصوتِك كي يسمعك المُفلس
وأنثر علينا بعض كرامات الإنسان
فلقد أسقَمنا الظلام وأضنانا النسيان
يا رمز المستحيل وأندر كل الطيور
تحرق نفسك بنِفسك كل مئة عام بشوق الحضور
وتولد من جديد
جديدا
ورد التراب 9-12-2006