– الفرق عندي بين عام وعام، هو فرق ساعات وثوان، بين تلك الساعات والثواني تتحرّك آليات الزمن فمضي رقم الى خابية الماضي، ويطلّ رقم آخر من خلف الستار ليقول للناس أنا عام جديد سأعوّضكم أحزانكم بأفراح، وامسح دموع اليتامى والثكالى، وأفرّج كرب المهمومين والمظلومين من سجون أيامهم، ستعمّ الخيرات والأمن والسلم والسلام، تلك حكاية عام يتهيّأ ليكون وليّ نعمة الناس في بلدان العالم، ولكن الحقيقة التي تختفي في الكواليس لا يعلمها إلا العام الذي يترك مقامه العالي للعام الجديد، لقد مرت سنوات العمر سريعة لم يحفظ منها المرء غير أيام الطفولة والبساطة وسعة العيش، ودفء الأسر المتحابة ،كما يذكر الكثير من الناس أوجاع الماضي من فقدان للأحبة ومن دمار يسكن النفوس، ومن حروب لا حدود لوصفها، لقد مضى عام2024 كأنّه دهر من الزمن ثقيل موجع مؤلم على الوطن العربي، ماتت مئات الآلاف في فلس….طين، ولبنان واليمن وسوريا، وفي أوطان أخرى لا نعلم العدد فيها وتشرّت أسر كثيرة، والعالم الظالم يناصر المجرم، ويمدّه بالقوّة كي يزداد عدد القتلى وعدد المشرّدين، والمهمومين.
فماذا عسانا نقول عنك أيّها العام؟ هل سنقول: “جادك الغيث يا زمان الوصل…”؟ أم نقول لك: لقد خيّبت آمال الشعوب وأذللت أنظمة في كامل يقظتها، وأسقطت أوراق التوت عنهم حتى بانت عوراتهم، وهو يرسلون إلى إخوانهم الأكفان بدل المطلوب ارساله من المؤن والوسائل التي تحفظ ماء الوجه وتصون العرض المهتك في وطن الأنبياء..!
أيّها العام الذي تمضي إلى خراب الأزمنة ستذكرك الأجيال القادمة بمرارة شديد وحزن كبير، أما أنت أيّها العام القادم لن أحيّ فيك أحدا بقدومك لأنّني بكلّ بساطة أدرك أنّك امتداد للعام الذي مضي بما فيه من مآسي، ولن أقول لك: مرحبا لأنّك تستلم إرثا ثقيلا من الهزائم، ومن المواجع في شتى أنحاء العالم، ولأنّك ستشهد اعتلاء جبابرة جدد في المقبل من أيامك ،وستكون شاهدا على يوم العشرين من جانفي 2025 تاريخ لا يليق بالشعوب المظلومة في كلّ تراب الوطن العربي ،أمّا أنتم أيّها الأحبة في هذا الوطن الكبير لن تنجيكم فرقتكم، ولن ينجيكم صمتكم وتخاذلكم واستكانتكم التي ورثتموها عن ماض مقيت، فقي يقظتكم ووحدتكم ،واصراركم على الحياة نصركم الأكيد المؤزّر، وفي امتلاككم للعلم والمعرفة والتكنولوجيا والإيمان ستتحقق كلّ أمانيكم الذاهبة..
فسلام الله عليكم أينما كنتم جميعا.. محبتي الخالصة لكم.. رعى الله دينكم ووحدتكم..