قال لي قبيل رحيله بأيام.. إن الأمر -يقصد ما يتعلق بصحته- لا يعدو كونه أشبه ما تكون في بئر.. ترى الضوء إذا ما تطلعت إلى أعلى، لكنك لا تملك من الجهد ما يمكنك من أن تصعد وتخرج.. وليس هناك من يسمعك إذا ما صرخت لينجدك.. ثم أضاف بعد برهة صمت.. ودمعة جاهد ألا تنفلت من عينه:
– إن الأمر يا صاحبي صعب بل هو أكثر من صعب!
بعد هذا غادرت، دون أن احتسي فنجان قهوتي.. ودون أن أدري أني لن ألقاه بعد هذا اليوم أبدا.. لاكتشاف لاحقا أن اسمه قد أدرج مع غيره من الآلاف ضمن قوائم المفقودين.
درنة. سبتمبر 2023م.