الإثنين, 21 أبريل 2025
شعر

من حديثٍ مسرّبٍ قربَ السرايا

مدينة طرابلس (الصورة عن الشبكة).
مدينة طرابلس (الصورة عن الشبكة).


حاملاً قلقي وبعضاً من نصائحَ للطريقْ
وكتابَ شعرٍ كالحريق
ومسائلًا تمشي أمامي
كالجراء مدرّباتٍ لالتقاطات الرحيقْ
وفتات خبزٍ للبقاءِ على مضيقْ
ناديتُ عاشقتي القديمة راجياً أن تستفيقْ
ناديتُ بوصلةً بكفي لا تشير إلى أحد
كان الهواءُ مجادلاً ما قد عشقتُ من المدينةِ:
السرايا
وشاطئًا لا ينتهي
يرمي الحضارةَ بالظنون
ونخلتين
وشارعين
وساحةً نسيتني واحتضتْ فراغي في ظلال العابرين
يا ساحةَ الشهداء
إني من رآكِ ذات يومٍ ترقصين مع الهواء
تضعين كفكِ في يديه
يرفعكِ قليلاً كي يقبّل كل هذا الامتداد
ويدورُ كالمجنون حولكِ
مثل قلبي
أحتاجُ عاشقةً هنا
عند السرايا
لأقول أعشقكِ .. وأقصد سورَها
وأقول أهواكِ … وأقصدُ دورَها
وأقول في ولهٍ .. أحبك
وأنا أغازل صخرَها
أحتاجُ عاشقةً أقبّلها هنا
عند البحيرة
في الحديقة
في الزقاق الجانبي
وأمام حارسها المبجّل / سيبتموس
فأنا أقبّلُ ما أشاءُ من التواريخ القديمةِ
للحديثة
للمعاصرة الأنيقة والجريحة والبليدة والمجيدة
أحتاجُ عاشقةً لأمسح دمعها
بل دمعَ نخلاتٍ تسير على الطريق أمامها مثل الجنود الحارسين غزالها المطعون بالقصص الغريبة
وتعود من نفس الطريق لتشتكي ممن يبيعون السجائر في الجوار
أحتاجُ عاشقةً لأمنحها القصائدَ كل يوم
ثم أهديها لفاتنتي السرايا
أنا لا أخون حبيبتي
لكنني أهبُ المحبةَ للسرايا لو أبوح بكلِّ حبٍّ حولها
فأحب كلّ العابرين أمامها
ممن أَرادتهم لتشعرَ بالحياة
من حاذقين وعاشقين وبائسين ومنتشين
وموظفين تأخروا
ومنافقين
وعساكرِ الفوضى الأنيقة حين تزدحم الحقائقُ بالحرائق
فتياتِ
يحملن الصباح بقلبهن
وأخرياتٍ مطفآت
أحتاجُ عاشقةً لأطلقها شعاراً للمواسم حين تعبر بالفواكه من هنا
رمزاً لمؤتمرٍ قريبٍ في الحوار
أدرّبها على حمل الورود
وصناعة الأمل المطرز في النحاس
أهدي إليها قامتي
ديوانَ شِعرٍ كاملٍ
وأجيب فيه عن السؤال عن الحَمام وكيف جاء لساحةِ الشهداء:
هذا الحمامُ قصائدي
نقراتُه قُبَلٌ لأرضٍ لا تنام
وجناحهُ؛ أصل الكلام
أحتاجُ عاشقةً ليحملها معي
إلى بر السلام.
.
أحمد بشير العيلة
طرابلس
15/10/2021

مقالات ذات علاقة

قلب أم

أكرم اليسير

تـرانيـم مبـللة

محمد عياد العرفي

أحب أن تقرأني عارياً

سراج الدين الورفلي

اترك تعليق