متابعات

“أفكر فيك الآن” المسرحية التي تحصد ثلاث جوائز عربيا.. تعرض الآن في المهرجان الدولي للمسرح بالجزائر ثلاث مرات

(قورينا الجديدة)- شاركت فرقة “المبدعون – طبرق” للمرة الرابعة على التوالي سنويا بالمهرجانات العربية لتكون محطتها الجديدة بولاية بجاية بالجزائر، بعد أن انتقلت بعرضها “أفكر فيك الآن” مرتين بالمغرب ومرة بتونس إضافة إلى عرضها في ليبيا.. وقد شارك وفد الليبي للفرقة برعاية المجلس الأعلى للثقافة الليبي بالمهرجان الدولي للمسرح ببجاية (29 أكتوبر إلى 6 نوفمبر).

مسرحية.. أفكر فيك
مسرحية.. أفكر فيك

مسرحية أفكر فيك الآن للكاتب أحمد إبراهيم حسن، وبطولة الفنانة القديرة سعاد خليل وتجسيد إيمائي الفنان حسين العبيدي، ومن إخراج الفنان عزالدين المهدي سينوغرافيا عوض الفتيتوري وعزالدين المهدي ومساعد مخرج رمزي العزومي وتأليف موسيقي سعد الفيتوري.

ــ القنا: ثقافة المسرح في هذا العرض تؤكد أن ليبيا الحديثة لا تزال جزء من الهوية العربية:

في تصرح خص به الفنان المسرحي الدكتور نادر القنا “الفلسطيني” لقورينا الجديدة بعد مشاهدته للعرض الليبي قائلا:

“بداية أحيي المشاركة الليبية لهذا المهرجان في هذا الوقت لما تمر به ليبيا المعاصرة من عثرات وإشكاليات اقتصادية وسياسية وأمنية، ويخرج ثلة من المبدعين لنقل ثقافة هذا البلد، وأحيي أيضا الهمة التي عقدها المسرحيين الليبيون بأن يخرجوا من الأطر السابقة التي تحد من قيمة الإبداع.. كذلك تعد هذه المشاركة تحدي كبير لمن كانوا يراهنوا على أن ليبيا الحديثة خرجت من المنظومة العربية، لكن بهذا العرض أثبت المشاركون أن ليبيا لا تزال متمسكة بهويتها العربية وهي جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة.

هذا من جانب، أما ما يخص الجانب الجمالي والفني لعرض مسرحية (أفكر فيك الآن) لا شك أن الاتكاء على المونودراما يكون بعيد كل البعد عن قراءة المخرج فقد اشتغل على النص من ناحية بنية (ديودراماتيكية) أقحم الممثل الثاني على الشخصية الرئيسة، وأنا من وجهة نظري إن هذا الإقحام ليس له مبرر، وأتمنى منه إذ فكر في عرضه من جديد فعليه أن يعيد له مونودراماته الأصلية الموجودة بالنص.

سأتحدث عن المسرحية وكأنها مونودراما.. النص من حيث طرح الفكرة فهو رائع جدا في تناول التحديات التي تواجهها المرأة أمام القوانين والتقاليد أمام الأخلاقيات الاجتماعية والموروثات وأمام حتى الذات وهذه التحديات تحمل معها تمزقنا، وتعكس في مجملها مشكلتنا (نحن والآخر)، وأنا في اعتقادي أن الفنان القديرة سعاد استطاعت أن تجسد هذه الفكرة في هذه الشخصية. وبالنسبة للسينوغرافيا، رغم أن العرض يفتقد لبعض االتقنيات المهمة فأن سينوغرافيا العرض حاولت بهذه الأقمشة البسيطة والمعلقة بالتوزيع على الركح أن تطرح رأيا معينا وهو أننا معلقون لا في الأرض ثابتون ولا في السماء طائرون، وبهذه الأقمشة نفهم أننا معلوقن بين السماء والأرض، وقد استطاعت أيضا هذه الأقمشة المتناثرة وتنقلات الشخصية خلالها أن تشرح لنا ذلك التمزق الذي تمر به الحالة”.

ــ شخصية الإيماء الإضافية للمسرحية أتاحت لمن لا يفهم اللغة العربية أن يتفاعل مع العرض:

وفي رأي آخر مخالف للدكتور نادر صرحت الكاتبة الصحفية أسماء من الجزائر قائلة: “بأن ظهور الشخصية الإضافية للشخصية الرئيسية التي أفتعلها المخرج كانت مهمة جدا لطرح وشرح الحالات التي كانت تتقمصها الممثلة، وبهذا الإيماء يستطيع أي متلقي لا يتكلم اللغة العربية من فهم كل الحالات التي تربط في مجملها الصراعات التي تتعرض لها المرأة في هذه الحياة.

ومن وجهة نظري أن الممثلة والممثلة كان يجمع بينهما تناغم كبير صنعت من فكرة النص ورؤية المخرج والسينوغرافيا قالب مسرحي جميل.

ــ المسرح الليبي كان ولا يزال شامخا مقاوما:

نشر في عدد “45″ من صحيفة الدولي للفن مقالة بعنوان (المسرحية الليبية سعاد خليل تبدع وتبهر بمهرجان بجاية وتؤكد ـ المسرح الليبي كان ولا يزال شامخا مقاوما)”.. وجاء في هذا المقال:

“استطاعت الممثلة المسرحية الليبية سعاد خليل أن تضرب بقوة في أعماق جمهور بجاية لما نجحت بجدارة في بلوغ نواة أحاسيسه، وذلك في مسرحية أفكر فيك الآن التي ألفها إبراهيم حسن وأخرجها عزالدين المهدي لفرقة المبدعون طبرق. اعتمدت الممثلة التي استعانت بالممثل الإيمائي حسين العبيدي من رسم صور في غاية الجمالية والإبداع وهو ما جعل الجمهور يتواصل ويتفاعل مع العرض بشكل أعطى ثقة أكبر للممثلة التي بدورها لم تخيب الظن بل بالعكس نجحت في كسب ورقة الجمهور. العرض حضره عدد كبير من ضيوف المهرجان إلى المحافظ عمر فطموش، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة بدولة ليبيا السيد محمد رمضان محيا الذي رافق الفرقة الليبية إلى الجزائر. وقالت سعاد خليل بعد نهاية العرض أن المسرحية تعالج جزءا كبيرا من آلام وأحزان المرأة العربية بصفة عامة وطرق مواجهتها للظلم المفروض عليها وقالت أنها سعيدة جدا بتواجدها أمام جمهور بجاية المثالي في التعامل مع الممثلين وأضافت أن مسرح ليبيا لم يكون أبدا مهزوما حتى في العهد السابق حيث المسرحيون يجدون دائما نوافذ للتعبير عن أفكارهم”.

مقالات ذات علاقة

قراءة في رواية حارس القرون السبعة

المشرف العام

رواق المغاربة يختتم فعالياته

مهند سليمان

دواية وجماليات الحرف العربي

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق