الطيوب
افتتح مساء أمس معرض دواية لفن الحروفيات، في نسخته الرابعة ببيت اسكندر للفنون، بالمدينة القديمة طرابلس، بمشاركة 11 فناناً، من؛ ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب.
توزعت اللوحات المشاركة بالمعرض على ثلاث حجرات للعرض، بالطابع العلوي للدار، تجاورت التجارب ممثلة في لوحات الفنانين، عاكسة جماليات الحرف العربي، وما يحمل من قدرة وطاقة، وكيف استطاع الفنان أن يشكله ويصهره في بوتقة إبداعة ليخرج لنا هذا العمل الفني المميز. ولعل أهم ما لفت انتباهي في هذا المعرض تنوعه، واختلاف التجارب المعروضة.
اللوحات كتجارب في فن الحروفيات، قدمت رؤى مختلفة لاستخدام الحرف العربي، والخط العربي، خارج موازين النقاط والزوايا التي اعتادها الخطاط العربي. هنا تتشكل رؤية من ثلاث أضلاع؛ الحرف، الخط، التشكيل، وعلى أكثر من مستوى.
فثمة مستوى يركز فيه الفنان على الخط العربي، من خلال تماهي مجموعة الحروف، بإدخال عنصر التشكيل كلون أو كخلفية، ينحاز فيها الفنان للخط العربي. في المقابل هناك من يعول أو ينحاز على الحرف العربي والمفردة في صناعة اللوحة، ويحضر التشكل لتحقيق غاية المفارقة أو التباين. مستوى ثالث ينحاز فيه الفنان للتشكيل، فتأتي الحروف والخطوط عناصر تكمل جماليات اللوحة.
كما إنا نتلمس في هذا المعرض مغامرة الفنان في التجريب، فها هي النقطة تتحول إلى نقاط إلى حشود، وها هو الحرف يعاود الرجوع إلى مبتدئه في تجاور لوني، وهندسي. ومن الأمور التي استوقفتني في المعرض أيضاً، حجم اللوحات مقارنة بالموضوع، وفي ظني أنه عن قصد، مما يمنح اللوحة عمقاً واحتواءً.
دواية في هذا المعرض، وللسنة الرابعة يؤكد على ما يستطيعه الفنان من إمكانيات للاستفادة مما يتمع به الحرف العربي من طاقة وقدرة على منحه الأفق للتجريب، والتجاوز، والابتكار، والتحليق بنا، كمحبين للفن، إلى سماوات أكثر انفتاحا.