زيد الطهراوي (الأردن)
عمت طيور الذكريات قصيدتي
و تسامقت في ساحتي الأشجان
إن كنت تفقد وجه إلف واحد
فلقد مضى من حيِّنا السِّلوانُ
و لربما مات الرفيق فسلمت
فينا القلوب و غارت الأحزان
أما فراقك للمصاحب مرْغماً
لمَّا استطال بحقده الإنسان
فغدا يهيّج كل قطعان الذئاب
فينتشي الإعراض و الخذلان
فهو النهاية للنشيد و ثلمة
لم تمحها في سيرها الأزمان
يا ليت صاحبك الوفيَّ أنالهم
سيف الصدود ليرحل الحرمان
لكنَّه أصغى فجفَّ معيننا
و انهار في أرض الوفا بستان
أنا لست أنكر أن قلبي واسع
و به تسامح جذرها أغصان
و به ستمسح جرحه نافورة
فتبور في كهف الدجى الأضغان
لكنّ نفسي كالفراش شموخه
يأبى بأن تغتاله النيران
و إذا الرفيق أراق قطرات الجدا
فلينفجر في قلبك البركان
ماذا ستصنع للمخذِّل يا فتى
و الغدر في هذي الدنا ألوان
فاتركه في هذا الشقاء مجنحاً
فغداً ستكسو كِبرَهُ الأكفان
أما رفيقك فهو همس ضائع
و نشيد قلبك ثابت ريَّان