الطيوب
في إطار البرنامج العلمي والثقافي لعام 2021م، نظم مجمع اللغة العربية بطرابلس صباح يوم الخميس 14 أكتوبر 2021م، محاضرة بعنوان(الحقيقة البلاغية والخلاف اللفظي) ألقاها الدكتور “عبد الحميد عبد الله الهرّامة” وأدارها وقدمها الدكتور “محمد مصطفى بن الحاج” الذي قدم نبذة تعريفية للسيرة الذاتية للمُحاضِر، فهو أستاذ منذ عام 2002 حاصل على جائزة الدولة في الأدب الأندلسي عام 1994شغل رئيس قسم اللغة العربية بكلية الدعوة الإسلامية من عام 1995 وحتى عام 2001م، صدرت له عدة مؤلفات تنوعت مجالاتها ما بين الأدب الأندلسي والأدب الليبي والتصوف والفقه واللغويات، يتولى حاليا رئاسة مجمع اللغة العربية.
وقد تناول الدكتور الهرَّامة جملة من المحاور خلال محاضرته ركز فيها على الدلالة المركزية للفظ وأكد بأنها هي معناه الأصلي المعروف وهو المعنى الذي يسجله اللغويون في معاجمهم ضمن الدلالات الأولية وأشار إلى أن غير المجازية هي صورة من صور التوسع والنقل الدلالي وهي ما سماه سيبويه بسعة الكلام، فيما عبّروا عن الدلالة المركزية باللغة العادية والمألوفة.
فيما أوضح أن وظيفة اللفظ التي رأى بأنها تنحصر في التعبير عن صورة الشيء أو معناه ليوضح إن الدلالة الأولية للألفاظ هو إلزام من ينفي الوضع في اللغة بمفهوم المعنى الأول للكلمة من كل الوجوه لئلا تكون هناك حجة في رفض المعنى المتعارف على صورته بين الناس، واستشهد في سياق متصل بأمثلة توضيحية، من جهة أخرى أكد إن ما يقابل كذب الحقيقة الخبرية يقابل مجاز الحقيقة البلاغية وهو كثير في القرآن الكريم، علاوة على استطراده لمحور ملامح الخلاف اللفظي حيث بيّن أن هذا الخلاف بين منكري المجاز والقائلين به ناتج عن لبس بين الحقيقتين.
وأشار في المقابل لمسألة الألفاظ الموهمة للتشبيه في الكتاب والسنة وأثر الخلاف اللفظي كونه على يبعث على الشقاق والنزاع، وانطلاقا من محور الحقيقة البلاغية أضاف أن التقصير في كتب البلاغة ترك التباسا محيرا في العقول دفع بالبعض للتصريح بأن المجاز كذب لصدق نفيه، وتوقف عند محور الصورة الشعرية التي يراها بعض البُحّاث المعاصرين أنها من أبرز مظاهر الحقيقة البلاغية فقابلوها بالصورة غير المباشرة كالاستعارة والمجاز والكناية والتمثيل لكن حسب الدكتور الهرّامة جرى التعامل معها دون تفصيل يزيل اللبس ويوضح الفرق بين الحقيقتين، كما شدد الدكتور الهرّامة على أنه للوصول للحقيقة البلاغية ينبغي اضافة المسحة النفية والجمالية التي يتحلى بها الأسلوب البليغ.
ثم أتيحت الفرصة أمام الحضور للادلاء بمداخلاتهم وتعقيباتهم على أبرز ما جاء في محاور المحاضرة بالإضافة لمشاركة نخبة من الباحثين والكتاب ممن يقيمون بالخارج عبر تطبيق الزووم الإلكتروني.