ع. المحجوب
﴿بكبك﴾
بَكْبَكْ: إذا طهى المْبَكْبْكَةْ، وهي المكرونة (المقرونة) بطرْح مقادير الأكلة في قدر واحد وطبخها، والبَكْبَكَة هنا حكايةُ صوت، مثل البقبقة، أي صوتُ غليان القِدر، ومثل هذا في قاموس الألفاظ السريانية: ܒܰܩܒܶܩ (بقبق): «صوت المياه الغالية على النار، صوت القدر»، وفي الفصيح: بقبقت القِدر بقبقةً: غلتْ. وفصيح (البَكْبَكَةُ (والكَبْكَبَةُ): طرْحُ الشيء بعضه على بعض، وأيضاً: هزُّ الشيء وتحريكه. اللسان: «البَكْبَكةُ: الازدحام، وقد تبكبكوا. وبكبكَ الشيءَ: طرحَ بعضهُ على بعض، ككَبْكَبه»، التاج عن البكبكة: «هو تقليبُ المَتاع».
﴿بكر﴾
بَكَّرْ: بَكَّرَ وأبكر، أتى أو ذهب باكراً أو مبكّراً، أو عَجِلَ، سبقَ، تقدَّمَ. العامية: جا بكري، بألف ممالة، ومْبَكري، ومنها مْبَكْريكا، وبحذف الميم، بالمعنى نفسه. واللفظ بنطق بَكَّرْ هو السريانية ܒܰܟܰܪ بالمعنى نفسه.
﴿بلعط﴾
بَلْعَطْ: كذبَ، زيّنَ كذِباً، احتال؛ مَزيدٌ من بعط. اللسان: «أبْعَطَ الرجل في كلامه إذا لم يُرسله على وجهه»، «البَعْطُ والإبْعاط: الغلوّ في الجهل والأمر القبيح»، و«الإبْعاط: أن تُكلّف الإنسان ما ليس في قوّته». والأرجح أنها في الأصل من السريانية ܒܰܪܥܶܛ برعط: تحرّكَ، وهي في اللهجة اللبانية بَرْعَطْ؛ قاموس الألفاظ السريانية: «ما بيقعد عاقل، بلّش يبرعط».
﴿بلفط﴾
تْبَلْفَطْ: احترق، ويقال للطفل إذا لسعته النار فبكى: تْبَلِفْطِتْ ايديه: احترقت يداه. لعل أصلها الآراميّة اثْپلپَط أبدلت الباء المهموسة فاءً (تبلفط). الآثار: «اثْپلپَط: تعذّب، تململ، عجّ [صاح] من شدة الوجع»، وصارت في اللهجة العراقية تْفَلْفَط: «إذا بكى الصبيّ وفرك رجليه ببعضهما من شدّة البكاء».
﴿بنك﴾
بَنَّكْ (بتفخيم الباء والكاف): مكثَ ولم يبرح. اللسان: «تَبَنَّك بالمكان: أقام به وتأهَّل، وتَبَنَّكوا في موضع كذا: أقاموا به»؛ قال الفرزدق يهجو:
تَبَنَّكَ بِالْعِرَاقِ أبو المُثَنَّى وعَلَّمَ قَوْمَهُ أَكلَ الخَبِيصِ
ويؤدي الأصل الآراميّ «بَنَكْ» المعنى نفسه: «تأصّل، تمكّنَ، تثبّت، تبنّكَ، أقام في المكان»، كما في الآثار.
﴿بهدل﴾
بَهْدَلْ: «أهان، حط من شأنه، حقر، أهمل أساء معاملته»، كما في التكملة (رينهارت دوزي؛تكملة المعاجم العربية، دار الرشيد للنشر، العراق. ويشار له بعد ذلك بالتكملة)، و«بَهْدَلَة: إهانة، تحقير، سوء المعاملة، عار، فضيحة»، هذه المفردات من معجم ألف اليلة وليلة؛ والبَهْدَلَة في التاج: «التَّـنَـقُّصُ من الأعراض، والتّجريس، عاميّة»، ويعيدها صاحب الآثار إلى الآرامية «بهتثا»: خزي، خجل، عار، عيب، هوان، فضيحة، ويضيف: «يتّخذون منها فعلاً فيقولون: بهدله، وبهدل حاله للمتعدي، وتبهدل للازم، ومبهدل للذي ساء حاله ورثّ.
﴿بهل﴾
بَهْلُولْ: أبله، الأنثى: بهلولة. قيل سمّي البَهلُول تيمّناً بالبُهلُول أي السيّد الحييّ الكريم، وقيل وصفاً له من البَهْل بمعنى قلّة المال، أو بمعنى اللّعْن، أو بمعنى الشيء اليسير الحقير، أو بمعنى الإهمال. يقال أبهله: تركه وأهمله، فكأنهم إنما كانوا يعنون باسم بهلول: الفقير البائس، أو الملعون، أو الحقير، أو المهمل، أو جميع ذلك. وفي البَهْل أيضاً أن يُترك المرء لا يُسأل عمّا يفعل، ونجد في اللسان: «الباهل: المتردّد بلا عمل»، فكل هذا التخريج لمعنى البهلول العاميّ يبدو متّفقاً، إلا أن الأصل المباشر آراميّ من بُهْلْ، وبَهْلا بمعنى أبله؛ جاء في الآثار: «بَهلُولا: أبله، جاهل، غبي».
﴿بوخ﴾
بْواخْ: بُخار، يبوّخْ: يُبخّرُ. آراميّةٌ. الآثار: «بوحا: بخار رائحة، ويصوغون منها فعلاً فيقولون بوّخ بمعنى بخَّر».
﴿بوع﴾
تْبَاوَعْ: أصدر صوت القيء، أما قاءَ في العامية فهي رَدْ وقْدَفْ، ولا أصل في الفصحى لكلمة تْبَاوَعْ بهذا المعنى، فلا نجد إلا انْباعَ العَرَق: سال؛ وفي البقايا الآرامية: «باوعْ: ليست كما يعنيها أهل العراق، نظر، وانظر [وهي لغة شرق ليبيا أيضاً]. بل هي لفظة تتعلق بغازات محتقنة في الصدر تخرج عن طريق الحلف بصوت غير لائق، فهذه العملية هي المباوعة. و«باوع فلان»: راجع، وتقيّأ. فالكلمة هي فَوق ܦܘܩ خضعت الفاء للتركيخ والتفشية فأصبحت باءً، والقاف كثيراً ما يلفظها العامّة كالألف، لذا لفظوها باوَأ، فهي ܦܘܩ، أما لفظها كالعين، فالعين حل وسطٌ بين القاف والألف».
﴿تكّ﴾
تِكَّةْ: رباط السروال التقليدي. جمعها في العامية: تِكّات، والفصيح: تِكَك. يقول صاحب الآثار: «تَكَّة: رباط السراويل من [الآرامية] «تكثا» بالمعنى نفسه. جاء في التاج: «قال ابن دريد لا أحسبها إلا دخيلاً، وإن كانوا قد تكلموا بها قديماً».
﴿تنر﴾
تَنُّورْ: أتونٌ يعدّ فيه الخبز. اللسان: «التنُّور: نوع من الكوانين»، و«التنُّور: الذي يُخبز فيه»، و«يقال: هو في جميع اللغات كذلك»، «قال الليث: التنّور عمّت بكلّ لسان. قال أبو منصور: وقول من قال إن التنّور عمّت بكل لسان يدلّ على أن الِاسم في الأصل أعجمي فعرّبتها العرب فصار عربيّاً على بناء فَعُّول، والدليل على ذلك أن أصل بنائه تَنَرَ، قال: ولا نعرفه في كلام العرب لأنه مهمل، وهو نظير ما دخل في كلام العرب من كلام العجم مثل الدّيباجِ والدّينار والسّندس والإستبرق وما أشبهها، ولما تكلّمت بها العرب صارت عربيّةً»، قال صاحب الآثار هو: «من [الآرامية] تَنُّورا : تنُّور، أتون».
﴿توت﴾
تُوتْ: تُوتٌ، الشجرة الواحدة: توتة، والثمرة أيضاً. عربيّه فرصاد، اللسان: «عن الأصمعي أنه بالثّاء في اللغة الفارسيّة، وبالتّاء في اللغة العربيّة». الآثار: هو من [الآرامية] توثا: توت».
﴿جو﴾
جَوَّا (في عامية شرق ليبيا وجنوبها): في الداخل، قاموس الألفاظ السريانية: «ܓܰܘ [جو، گو]: داخل، [وفي اللهجة اللبنانية] جوّا – فوت لجوّا». انظر: «بـر».
﴿حلت﴾
حِلْتِيتَةْ، حِنْتيتَة: حلتيت وحلتيث. اللسان والتاج: «صمغ الأنْجُذَان»، وهو لبن نبات نتن الرائحة يُتداوى به، جعلته العرب من التَّيُوع أو اليَتُوع: كل نبات له لبن مسهِل محرق، كالشّبرم واللاعية. أصله الآرامية «حلتيث»، كما في الآثار.
﴿خرط﴾
خَرْيّطْ (في عامية شرق ليبيا خصوصاً): هذر وتكلم بلا نظام، كمن به خبل، وأيضاً فزعَ وارتعب، والفاعل خَرْياطْ. لعل الفعل من فصيح انْخَرَطَ تَـخَرَّطَ، بياء مزيدة، التاج: «انْخَرَطَ في الأمر وتَـخَرَّطَ: إذا ركب رأسه جهلاً من غير معرفة، وقيل: انْخَرَطَ علينا فلان إذا انْدَرَأ بالقبيح من القول والفعل»، و«الخَرُوطُ: من يَتَخَرَّطُ في الأمور جهلاً، أي يركب فيها رأسه من غير علم ولا معرفة»، ونجد في البقايا الآرامية: «خَرْيَطْ: بفتح الخاء وفتح الياء، من فزع بشدة وتألم، وهو فعل سوري [أي سرياني] مجرّده: حزن جداً، مثلاً: «سمعت خبراً وتخَرْيَطّْت»، وعندما نقول حزنتُ، نقول إتخرْيَتّْ، فهي تعطي إذن مدلول الحزن العميق والخوف من سماع خبر ما».
يتبع…