طيوب المراجعات

كتـاب أدب الأطفال في ليبيا للدكتور فريدة المصري.. دراسة علمية جادة

جمال محمد

كتاب أدب الأطفال في ليبيا للدكتور فريدة المصري

كنتُ في مشاركة سابقة تحدثتُ عن أدب الطفل في بلادنا، وقد لفت انتباهي أثناء مروري بأحد المكتبات كتابُ “أدب الأطفال في ليبيا في النصف الثاني من القرن العشرين”، يتضمن دراسةً تاريخيةً و(تحليلية)، وهو للصديقة الفاضلة على “الفيس” الأستاذة الدكتورة/ فريدة المصري…

والكتاب ليس مادة أو قراءة نقدية تقدمها الكاتبة حول أدب الطفل، وإنما عبارة عن دراسة علمية جادة، وهناك فرق كبير بين أدب الطفل كـ (أدب)، وبين الدراسات والأبحاث في مجال أدب الطفل والتي هي -أي الدراسات والأبحاث- تنقصنا في هذا البلد وفي كافة المجالات.

عموماً وبكل المقاييس فدراسة الدكتورة “فريدة”، هي كذلك، فريدة ومن نوعها في جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية،  وتشكل مادةً مرجعيةً هامةً في رصد مراحل تطور أدب الطفل في ليبيا وأبرز وأهم المحطات التي مرّ بها، كما أنها تعكس مجهوداً كبيراً بذلته الباحثةُ في البحث والتنقيب، وجمع البيانات من مصادر مختلفة، وفي مجالات متعددة شملت القصة والشعر والمسرح والصحافة والبرامج الإذاعية.. الخ. لا شكّ أنّ الدراسة تُعتبر متقدمةً في رصد تاريخ محاولات أدب الطفل في بلادنا، ويمكن اعتبار هذه الدراسة (المرتكز الأساس)، فيما توفر من مراجع، الذي يمكن أنْ تنطلق منه الدراسات البحثية المكملة والتي  تعتمد الدراسات الميدانية والاستقصائية والتي يمكن أنْ يستفيد منها الراغبون في اقتحام هذا المجال الهام سواء لمن أراد الكتابة الأدبية أو الصحفية، او في مجال القصة او المسرح .. الخ من مجالات اهتمام أدب الطفل، مستفيداً من تجارب الذين حاولوا وقدّموا في هذا المجال. الدراسة كانت موسعة بحيث شملت جلَّ المناحي التي اهتمت ب(أدب) الطفل، وهي مجهود، بحثيّ علمي ذو قيمة، كبير.

المؤسف له حقاً أنّ الدراساتِ والأبحاثَ العلميةَ التي يقوم بها الدارسون والباحثون والمختصون في بلادنا تبقى نتائجها رهينة الورق الذي يحتضنها ولا تجد عنايةً أو اهتماماً من جهات الاختصاص، الأمر الذي يدعو الى التساؤل: ما هي أهمية تلك الجهود المضنية التي تُبذل من قبل الباحثين مالم تجد الرعاية والتشجيع والدعم على تطوير الدراسات المستقبلية،؟! العيب، وللأسف، في جامعاتنا التي لم تستشعر بعد أهمية كونها مراكز (ابحاث)، فهي تناقش رسائل ماجستير ودكتوراة.. وتمنح الأوشحة والشهادات الورقية وتلقي بالثمرة الأساس (المادة البحثية) في غياهب سجون مكتباتها، إذا وُجدت لها مكتبات، يدفنها الغبار.. هذا موضوع ربما نناقشه في مشاركة خاصة.

وفي مجال الطفل فقد اتاحت لي قراءاتي التفكير في إعداد مشروعٍ متكاملٍ غايتنا فيه وضع لبناتٍ أُوَل لحركة علمية تنهض بالطفل والطفولة في بلادنا.. قريباً سنقوم بطرح الموضوع على عددٍ من الأصدقاء والزملاء الأكاديميين والناشطين والمختصين في المجالات ذات العلاقة للدفع به الى حيز التنفيذ من خلال إسهاماتهم بالإضافة والتعديل والاقتراح.. الخ. مع خالص التحية والتقدير.

(30 مايو 2017)

مقالات ذات علاقة

مقدمة كتابات ليبية

إبتسام صفر

مخطوطة “بنت أبيها”

المشرف العام

الشراكة الليبية الإيطالية … لماذا؟

يونس شعبان الفنادي

اترك تعليق