استطلاعات

في شمعتها الرابعة.. السقيفة تسترجع نكهة القراءة المفقودة

السفيقة الليبية

السقيفة الليبية في تحتفل بعامها الرابع

تطفئ السقيفة الليبية شمعتها الرابعة، وهي تحاول تأسيس قاعدتها الثقافية وسط فيض من ابداعات شعراء وروائيون وفنانين ونقاد وصحفيون وتشكيليون ومصورين، تنشد مساربهم وتلملم نثار تدوينهم، كما تعزز امكانية ان يكون الفضاء الفيسبوكي رواقا للفكر ودفع مدلول الاثر السلبي له لصالح مضامين تحقق معادلة التفاعل الايجابي بين الناشر والمتلقي.

السقيفة ترصد بالخصوص وجهة نظر جمهورها من كتاب وفنانين للتعرف على اخر ملامح لسلم تواصلها في سنتها الرابعة.

ظروف استثنائية

”لم تعد السقيفة مجرد نافذة فيسبوكية“، بهذه العبارة يستهل الناقد يونس الفنادي حديثه مضيفا بالقول: “لقد تحولت بفضل عوامل الاستمرار والتواصل مع قراءها والانتقاء الجيد للمادة الى لوحة مضيئة  تذكرنا بشيء من عبق الماضي الصحفي وخيوطه الراجعة الى عراقة جريدة (طرابلس الغرب) المتأسسة سنة 1866م رائدة للصحف العربية كافة وليس في ليبيا فحسب”.

وأوضح الفنادي أن بزوغ السقيفة الليبية “كان شاهدا على ظروف استثنائية حكومية بائسة وصحفية مبعثرة.. كما مثّل حينها محطة مهمة للباحثين عن متنفس معرفي يخفف بعضا من كدر الواقع والامه بعيدا عن جيش المؤدلجين والمحسوبين على مهنة المتاعب النبيلة بعد هيمنتهم عليها بقوى لا تمت للقلم والصحافة بصلة. تحمل الشمعة الرابعة للسقيفة الكثير من المضامين المهنية التي تنتقيها في لملماتها الرائعة.. تصب في مجال ترسيخ ابجديات الصحافة الادبية وتعزيز تقاليدها الى جانب تحقيق خبر أو سبق صحفي يحظى بالاهتمام والاشادة، والصدى والانتشار الواسع بلغة صحفية سليمة، وأسلوب صياغة وتعالق سردي في ربط الأخبار أو المواضيع”.

وينوه الفنادي أن “المناسبة تفرض اعطاء مساحة للتهاني وبراح للابتهاج والمسرات.. ولكن لا بأس من الوقوف على بعض التحديات التي تواجه أدراتها، في وجوب الاحتفاظ بألقها في التنوع ورصانة المحتوى وكذا سياستها المحتفية بالكُتَّاب وإسهاماتهم، فالبعد الاعتباري هو العنصر الاساس لعلاقة المبدع بالصحيفة والهدف نثر كلمات تستوطن قلوب القراء، بكل رشاقة واقتدار، فما أحوجنا في العيد إلى مراجعة ما تحقق خلال المدة الزمنية الماضية، واستبيان أوجه القصور التي تحتاج إلى مزيد من الجهد والتعاون المثمر لتجاوزها، وكذلك لوضع خطط وسياسات مستقبلية تجعل السقيفة مشرقاً في كل النهارات والمساءات”.

ليس تكرارا

ويشير الدكتور الطاهر الثابت، الفوتوغرافي المختص في فن (الماكرو)، الى فاعلية السقيفة في كونها “باقة جامعة لكل ماله علاقة بالثقافة (شعر، رواية، قصة، مسرح، الخ)، هذه التشكيلة لا تخلو ايضا من جماليات الفضاء البصري مطعمة بسرد مشوق لمنجزيها وكذا النحت في تاريخ ومعالم من فضاءات المدن الليبية، بالإضافة لذكريات للمطربين القدامى ومن كانت له بصمة في تاريخ الموسيقى والغناء الليبي، أيضا ستجد سرد لأخبار عظماء الفن والأدب في من تركوا لنا رصيدا  نفتخر به في المكتبة العربية…

وهنا نضع السؤال ماذا يعني ذلك؟ هو ليس تكرارا او مجرد اعادة لمنشور، التفاعلية تتخطى هذا الحاجز ومنح تراتبية أعلى لسقف الوجود الفكري يستمد نشاطه من انعاكسات هذه الاخبار على ذائقته القائمة على خاصية الرصد والتأمل والبحث، هي بمثابة عامل مساعد او مسرع لهذا الاندماج الذي نقرأ شيئا عنه في النصوص السردية والدراسات ولا نستطيع تخيله كحقيقة موضوعية، الا بالممارسة والتي تدفعنا الى تخومها السقيفة وهي تساهم في رصف ورقع وتقليص -ولو بضع المسافات- من مناخاتنا الفكرية المتشظية”.

بناء الثقة

ويرى الشاعر والصحفي مهند شريفة أنه “وسط مشهد ثقافي يسوده الجمود والتراخي وبتعاقب الأعوام تهتز الثقة بين المبدع والمتلقي تُشرق علينا السقيفة الليبية لتُظلل بعراجينها الوارفة المشهد وتُساهم بدورها كمنبر إبداعي متنوع يضخ دماء الإهتمام والمواكبة في شرايين الحركة الفكرية والثقافية في بلادنا، وما أحوجنا لهكذا مظلة ترصد وتتابع كل شاردة وواردة تجري، من لقاءات حوارية وأنشطة ومنتديات أدبية وفنية بهمّة تُعيد بناء الثقة للصحافة الثقافية والفنية مستهدفةً كل الفئات والشرائح، فلا تحصر محتواها في حدود نخبوية ضيقة نجدها منفتحة على كل ألوان الإبداع تُرحّب بكل المشاركات على كافة الصُعد، وتصل بجسورها كل الآفاق ما استطاعت إلى ذلك سبيلا”.

ويضيف شريفة بالقول ”جهود محمودة يبذلها الوطنيون والمخلصون أمثال الأستاذ (حسن الأمين) وغيره تتطلع للنهوض من رُكام الإنحطاط ونفض غُبار الجهالة المدقعة، فإن الاحتفاء بصور الجمال وإسقاطاته لهي رسالة ضرورية بل وملحة أيّما إلحاح لاسيّما في ظل ما يمر به مجتمعنا الليبي من ظروف يغلب عليه القسوة وتتهدده  الإنقسامات السياسية…

السقيفة الليبية مشروع وطني حقيقي يثبت جدواه عامًا وراء عام ونحن نحتاج لمثل هذه المشاريع ولوجود أدمغة جادة تدرك أن الإستثمار في الإنسان هو أجدى أنواع الإستثمارات لنكون جديرين حقًا بتجاوز المحنة والإنتقال خطوة نحو الأمام”.

جسر للتواصل

وتعبر الفنانة التشكيلية سعاد الشوُيهدي عن وجهة نظرها بالقول أن السقيفة “تمثل وسيط ثقافي ليبى بامتياز، رغم  ظروف واقعنا الليبي المشوه بأحداث الحرب ووباء الكورونا. ومع دخولها عامها الخامس اصبحت جزءًا من يومياتنا، ومن عالمنا ما يدل على رسالتها المؤثرة“.

 وتضيف: “فإلى جانب انى اعتبرها ساحة لنشر الجمال، فقد شكلت قيمة فعلية على الصعيد الثقافى يجمعنا وينقلنا الى مواقع مختلفة وصفحات وحسابات اخرى وينقل الينا خطابات الآخرين ربما لا نجد الوقت الكافي لنبحث عنها او جودة انترنت متوفرة بإستمرار لكى تضعنا مع الحدث فى توقيته الصحيح…

وكبراح واسع يسع الجميع، ويحب الجميع دون تفرقة او عنصرية، هى منصة عريضة تنوعها الثرى يحمل البومات للأحياء، وللراحلون ايضًا كي لا نغيب عن الذاكرة، الى جانب دعمها وتواصلها مع الفنانين والمثقفين ايضا“.

وتقدم الشويهدي فكرتها – بالمناسبة – في أن “تتحول السقيفة الى مجلة ورقية، لتصبح على طاولات البيوت، وقاعات الانتظار فى العيادات، والمكاتب، والشركات، وغيرها من المرافق التى يتواجد فيها اناس لا يعنيهم الهم الثقافي في شيء، وبالتالي، ولربما تعيد تشكيل فكر الكثير من الناس او المواطنين الغير آبهين بأهمية الثقافة والفن وأثرها فى التغيير المجتمعي بليبيا”.

مقالات ذات علاقة

العمل الإبداعي بين إعادة التدوير وخصوصية الرؤية

مهند سليمان

حسن أبوعزة: منصات التواصل خلقت عالما للفنانين التشكيليين لتبادل الخبرات وقربت المسافات!!!

منى بن هيبة

جائزة “الفقيه” للرواية.. مشروع ثقافي تفتقده الساحة الأدبية الليبية

المشرف العام

اترك تعليق