استطاعت منظمات ثقافية في مدينة «بنغازي» الليبية يقودها مجموعة من الشباب الطموح إلى خلق حالة من التكيف مع المتغيرات الجديدة الطارئة (كوفيد-19)، من خلال استثمار المحتوى الرقمي في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع عبر نشاطات فنية وندوات أدبية ومشاهدات سينمائية.
وأشارت ميسون صالح مسؤولة نادي الكتاب بتجمع تاناروت الثقافي إلى أن «هذا التجمع لم يستخدم الواقع الافتراضي إلا للإعلان عن أنشطته الثقافية المختلفة، ومع ما يحدث اليوم من الالتزام بالبقاء في البيوت بدأ التجمع يبحث عن وسيلة تواصل مع متابعيه، فكانت الخطوة الأولى إعادة عمل نادي تاناروت للسينما من خلال تقديم الفيلم الإسباني (المنصة)».
وبتحديد يوم وساعة معينه ليتم نقاشه على الصفحة الخاصة بالحدث على فيسبوك، فقد وصل عدد التعليقات على الفيلم إلى حوالي 270 تعليقاً، ويمكننا أن نعتبر ذلك نجاحاً في ظل انشغال الناس بأخبار كورونا.
وشملت الخطوة الثانية مناقشة رواية «التانكي»، وشارك في المناقشة رواد نادي الكتاب، وكان التفاعل أقل وربما يرجع ذلك إلى حظ القراءة بشكل عام.
والتجربة الثالثة تمثلت في الإعلان عن مسابقتين، احتفالاً باليوم العالمي للكتاب، بإرسال تصميم لغلاف أحد الكتب الكلاسيكية أو مقطع صوتي مقتبس من أي كتاب.. في البداية عرضت الأغلفة الفائزة في صفحة التجمع على فيسبوك، وبعد ذلك سيتم إنتاج فيديو تسجيلي للاقتباسات يعرض على صفحة في اليوتيوب.
أما منظمة «أركنو للفنون» فقد رغب أعضاؤها في التخفيف من الضغوط التي يمر بها المجتمع الليبي في ظل هذا الظرف الصحي، وذلك من خلال البث المباشر، فكانت هناك حفلات عزف موسيقي لعدد من الفنانين الشباب، إلى جانب استضافة فنانين تشكيليين تحدثوا عن فن النحت والرسم الزيتي، ويرى أعضاء منظمة أركنو أن تفاعل الجمهور الافتراضي مع برامجهم كان جيداً ويفوق التوقعات.
لقد أجبرتنا أزمة كورونا على خلق أساليب جديدة للحياة، كأن تصبح المنصات الرقمية رفيقة عزلتنا الاجتماعية، وربما يتحقق ما يروج له كثيرون من أن الحياة بعد كورونا لن تكون كالحياة قبله، كمثال على هذا الجديد ستنتهي لا محالة خدمة «الريسيفر» الذي قضى بدوره على الإرسال التلفزيوني التقليدي.
في كل الأحوال في الأزمات نسعى إلى التكيف النفسي مع الوضع الراهن أو محاولة التأقلم من أجل الخروج بأقل الأضرار الممكنة.
______________
نشر في الرؤية