من أعمال التشكيلية سعاد اللبة
شعر

اعـتـنـاق

من أعمال التشكيلية سعاد اللبة
من أعمال التشكيلية سعاد اللبة

خذيني عن هذا الحزن الكبير 
إلى الضفة الأخرى من النهر
إلى الناصية الآمَن في الكثيب 
إلى وطنٍ بديل
في وصلك 
إلى روح أمي في براحك
كان هبوطك ملاكاً في هيئة بشرٍ مُجنّح 
أنتِ نفسكِ لاتعِين قدومكِ المنيف 
في حلول المساء الآسر بغبشه المتفرد آنذاك
ابصمي الصباح بخيال قهوتكِ 
في تحيةٍ عابرةٍ جداً 
على نيزك مرورك الخاطف 
ليمضي النهار على خيرٍ 
وموثوقاً به 
ما أجمل هطوله بظفر قصيدك 
أقطع زحامه بلا توقّعٍ للكتابة
رغم مطلعٍ متحرشٍ بي منذ بارحةٍ سادرة
يراودني عن خيالي سجالاً نافراً 
لكن الطوابير تُكرِمُني به 
حين يواعدني بمقهىً صغير
على طريق المسافرة
أو عِدّةً من أوقاتٍ أُخَر
تعيد تدوير أوانها لأجلكِ 
لنتعانق برويّةٍ مرتجلةٍ كما ينبغي لنبوتك
أتصدّق بما يدفع البلاء لما يلهيهم عنه
حين أنثر مايتشابه عليهم في صليبه
فلا تناص له إلا بوحيك الفاتن
ولا مجاز يرى غير أسمائك الحسنى
بلى؛
فيك ما يقود مليّاً إلى التأمل في الخالق 
وإلهام الآلهة
وتراتيل مناجاتها
لأنكِ لم تولدي كغصنٍ بارد 
لوجهٍ مُعبّدٍ بالضجر
رغم ما في عينيك من حربٍ
لم تنشب بعد..!! 
أترجّلُ على باب ليلك
مُسجًّى على تعبٍ من نحيبٍ وقهقهة
لأُُرتِّل أناشيد سحرك
في غفوة الغيب 
خذيها بصدمة الدهشة
بأضمومةٍ من وحدانية الحب والتفرد
حين تقتحم خلوتك باجتياحٍ مُبجّل
دون إذن 
في وهلة الصحو الكسول 
لستِ رهينة الصوم الأبدي عن الإنصات والتجلّي
نعم أنتظر
بحرقةٍ وخوف 
كأُضحيةٍ في صبيحة النحر
ومُمتَحنٍ عشية النتائج
سلي عينيك التي تطلق طاقةً عظمى في سحر نظرتك 
ونفاذ كلماتك في أحشائي
وتحيلني بطِرادها فريسةً مذعنةً لِفتْكِ حضورك
ولأنك من أمامي 
والبحر من ورائي 
كان لامفرّ من كشفي واعترافي 
بتلبُّسي في اعتناقي لمذهبك
لك تُبتكرُ اللغة والمفردة 
حتي يصبح الحب أقلّ المشاعر تعبيرًا في الانتماء إليك .. 
لك تتخلّق مشاعرُ أدنى مضاهاةٍ للتعبد ياسيدتي
سَمِّيها ماشئتِ 
بما ترينه خليقاً بالقربى لك
ولما توعدين من مجدٍ 
يوكلُ إليّ 
بتأريخه
_______________________
26 تموز 2019 م 

مقالات ذات علاقة

أْوُبٌ

ليلى النيهوم

لك الساعة التي أنت فيها

بشرى الهوني

صه …

محمد السبوعي

اترك تعليق