مذ وَعْيِي بموهبتي العالية في الإحساس بالذنب شرعتُ أبكي على عالم الديناصور وشِباك عنكبوت الأمخاخ.. هل أخبر الأحافيرَ الحقيقةَ؟
كيف لي أن أقول: لا وجود للسِّحْر إلا في نصوصنا ورؤوسكم؟ لكن ماذا عن زبائن مَشْفَى علاج السِّحْر ومكافحة طواحين الهواء؟!
نعم… أعترف أنني أحدُ مورِّطي القرَّاء الشجعان في حربهم الدامية ضد المفاهيم. بالاعتذار أبدأُ صلاةَ الإحساس بالخجل فاسمحوا لي – رجاءً – قبل أن أتكاثر أن أبيّن موقفي من ثلاث كِذْبات ساهمت في تأليفها….
الأوَّلَـة: وهي على مقام الرَّسْت تعرفها شعوبُ ما وراءَ الطبيعة، هناكَ حيثُ النساءُ الطويلات اللائي يُتَمِّمْنَ أطفالَـهُنَّ بأحْجِبةٍ من جلد الزرافات. تقولُ الكَذْبةُ إن الجن يشرفُ شخصيًّا على تصحيح أخطاء الأطفال المطبعية في الكلام وعلى حماية أسمائهم من التَّصحّر ومن كمائن الجن نفسه. هذا كلُّه كذبٌ وافتراء؛ فكيف يكون الجن موجودًا أصلًا وقد شَهِدتُ رسمَه وتلوينَه في كتب المدرسة؟!
الثالثة: وهي أعجبها وأقربـها إلى قلبي، تقول إن الـمشعوذ كائن خارق وذكي يحترم فنَّ الخداع وتكذيبَ الذّات. هذا مُضحك؛ إذ لابد أن يصدّق نفسَه ثانيًا وأن يكون مُهرِّجا حدّ السذاجة أولًا وإلَّا ما أقنعَ القُّراءَ والمرضى.
الثانية: لم تُكتب بعد لكنها تشير بوضوح إلى قدرة كائن آخرَ على مقارعة الكذب بالكذب وعلاج الهواء بالهواء وهذه سرقة أدبية يُعاقِبُ عليها القانونُ.
شكرًا لإتاحة الفرصة.. احذروا أن تصدقوا ما أخبرتكم به وكلَّ ما في أمخاخكم من أسماك… فكل يوم هو الأوّلُ من أبريل.
_____________________________
بنغازي، 31 مارس 2014 ق.م.
المنشور السابق
المنشور التالي
حسام الدين الثني
حسام الدين الثني.
ولد في ليبيا بمدينة بنغازي، في 22 أغسطس 1984م.
ماجستير تنميط وراثي من جامعة هدرسفيلد، (هدرسفيلد، إنجلترا) 2012.
عملَ باحثا في جهاز المعامل الجنائية ببنغازي، ثم محاضرا بجامعة بنغازي.
يكتب النصوص الأدبية والمقالات منذ عام 2008م، ونشر نتاجه في الصحف والمواقع الإليكترونية العربية.
مهتم بفن الخط العربي، وفن الحروفيات. كما يقوم بتعليم فنَّ الخط العربي منذ عام 2006م. وأَطَّرَ ورشَ عمل في الحروفيات في ليبيا وتونس والمغرب.
عضو مؤسس لتجمع تاناروت للإبداع الليبي، ويشغل وظيفة المدير التنفيذي للتجمع منذ تأسيسه.
له تجربة بالعمل الصحفي، فكان مديراً لتحرير (ملحق الكلمة الثقافية) طيلة العام 2014م، كما وأشرف على الصفحة الثقافية لصحيفة (الرسمية) الليبية العام 2015.
صدر له:
حضرةُ السيد ظلي، شعر - عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني بليبيا 2013.
نُشرت بعض نصوصه ضمن أنطولوجيا بعنوان "شمس على نوافذ مغلقة"، عن مؤسسة آريتي للثقافة والفنون ودار دارف للنشر.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك