قامت مصلحة الآثار الليبية، الثلاثاء، بزيارة منطقة (جردس العبيد)، لاستلام قطعتين أثريتين من المواطن “الصالحين سالم أصميدة”، والذي كان قد وجدهما ضمن ركام تراب تم جلبه من مقبرة (سيدي غنيوة)، بمنطقة (جردس)، واحتفظ بها لأكثر من عشر سنوات من أجل حمايتها وتسليمها إلى جهات الاختصاص.
والحجران اللذان وجدهما “الصالحين”، عبارة عن حجر منقوش عليه كتابة لاتينية تتكون من ستة أسطر، حالته جيدة، رغم فقدان جزء منه، وقطعة أخرى لحوض من الحجر حالته سيئة.
وكان الوسيط بين المواطن ومصلحة الآثار السيد “امهيوس القطراني” رئيس الشبكة الليبية لتنظيم منظمات المجتمع المدني بتنسيق منظمة أساطير الآولين، وقامت المصلحة أثناء الزيارة بتقديم شهادات تقديرية لهما لدورهما الفاعل في الحفاظ على الموروث الثقافي الليبي، وسميت المجموعة المسلمة باسم المواطن تقديراً للدور الوطني الذي قام به من خلال تسليم هذه القطع.
وقال المواطن “الصالحين أصميدة” وهو وكيل جمعية الرحيبة للأعمال الخيرية: لقد وجدت هذه القطع منذ أكثر من عشر سنوات، واحتفظت بها حتى تواصلت مع رئيس الشبكة الليبية لمنظمات المجتمع المدني، والتي نحن عضو بها، وتم التنسيق من أجل تسليمها لجهات الاختصاص، ولم أفكر كل هذه الفترة ببيعها؛ لأنها قطعة أثرية من تاريخ بلادنا.
ودعا “أصميدة” المواطنين إلى ضرورة تسليم القطع الأثرية، لمصلحة الآثار الليبية فهي الجهة الرسمية المختصة بمورثنا الثقافي، وأقول لهم (لو أني لا أمتلك ضميراً حياً لقمت ببيعها ولكن الدافع الوطني هو من جعلني أصمم على تسليمها لأن من يبيع آثار بلاده كأنه باع وطنه).
وأفاد رئيس الشبكة الليبية لتنظيم منظمات المجتمع المدني “مهيوس القطراني”: (جاءت هذه الزيارة بعد أن تم التنسيق مع قسم المتاحف بمصلحة الآثار الليبية، واتفقنا على أن يتم تكريم الأخ “الصالحين” ومنحه شهادة تقدير تكريماً لدوره الفاعل وسيكون هذا التصرف السليم دافعاً لباقي المواطنين ليسلموا القطع الأثرية التي بحوزتهم).
وأكد “أمهيوس” بأنه من الضروري توعية المواطنين بأهمية الموروث الثقافي الليبي من خلال وسائل الإعلام حتى يبادر كل من لديه قطعة أثرية بتسليمها لمصلحة الآثار الليبية ليعرف العالم تاريخنا الذي يعود لآلاف السنين.
الجدير بالذكر أن الزيارة تمت بمشاركة، السيد مدير الإدارة العامة للمتاحف “صلاح سعد الله”، ورئيس قسم المعامل “إبراهيم بوشعالة”، ورئيس قسم المخازن “هاني العبدلي” بالإدارة العامة للمتاحف، ومدير مكتب التفتيش والمتابعة “ميلود الحجازي”، ومراقب آثار توكره “محمد سعد”.
