مهداة إلى الصديق بلقاسم الخالدي
أمام التلفاز يتابع بنهم مباراة مصيرية… فيما هي تطالع الصحيفة. رمت “الجريدة” على الطاولة.. واتاه صوتها.
– لم يعد هناك وفاء في هذه الدنيا…
بداية صعبة لمباراة مثيرة…
– تصور… رجل يتجوز بعد مرور شهر على وفاة زوجته.
اللاعب رقم 11.. قصير القامة هذا…لا يُضاهى….
– نعم حبيبتي ماذا قلتِ….؟؟
– تصور… رجل يتجوز بعد مرور شهر على وفاة زوجته….
ضاعت الفرصة..أهدرها بالمراوغة الزائدة عن الحاجة…
– طبعا..طبعا هذه قلة وفاء…..
لم يتبقى سوى مدافع واحد فقط….
– لو مت أنا قبلك.. فهل ستفعل مثل هذا الرجل….؟؟؟
مراوغة ذكية… يا الهي..هجوم الخصم يقترب من المرمى…
– بالطبع لا… بالطبع لا….
– هيا كن صريحا معي…قل لي…لو مت متى ستتزوج بعدي….؟؟
عيناه على المرمى…صافرة وبطاقة صفراء…
– يا عزيزتي.. إنشاء الله ما نعيش بعدك….
يستحق هذا اللاعب أكثر من إنذار.. يا للخشونة المتعمدة…
– لو فرضنا أنني مت قبلك…. هل ستتزوج بعدي….
بداية سيئة.. على المدرب أن يقوم بفعل شيئا ما…
– الله أعلم…..
– كن صريحا معي….لن أغضب منك مهما قلت….
– لا أعلم… ربما أتزوج و ربما لا…..
– كن صريحا…
– ربما بعد عام من وفاتك.. لا سامح الله….
ضغط متوالي من فريق الخصم……
– وهل ستعيش معها في نفس البيت…..؟؟
– لا أعلم…ولكنني لا أفكر في تغيير البيت..والجيران.
كرة خطيرة لامست العارضة….
– وهل ستعيش معها في دار نومنا..؟؟
يا الهي ضغط متواصل ودربكة أمام المرمى….
– لا توجد سوى دار نوم واحدة في هذا البيت…
مرت الهجمة بسلام….
– هل وستدعها تستعمل سيارتي..؟؟
هجمات متوالية..الإرهاق بدا واضحا على حارس المرمى…
– ماذا..؟؟؟
– سيارتي….
– ماذا عن سيارتك…؟؟
– هل ستجعلها تقود سيارتي….؟؟؟
– بالطبع لا… فهي لا تحسن القيادة وقد اشترطت وجود سائق لها…
-ماذا…؟؟؟؟
عراك أمام المرمى…..
-ماذا..قلت…..؟؟؟
-…….
-…….
سكون قاتل….
صافرة…. و بطاقة حمراء.