شخصيات

محمد العلاقي.. «البرختي» عاشق المسرح الليبي

إذا تحدَّثنا عن المسرح الليبي وأهم رواده اللذين أثَّروا فيه وكان كل حلمهم وهمهم خلق تجربة مسرحية مميزة، فبالتأكيد سيكون محمد العلاقي من أول تلك الأسماء، بابتسامته الطفولية الرقيقة وعصبيته المفرطة أثناء العمل، وعشقه للمسرح حد الهوس. خلطة سرية عرفها كل مَن عمل معه أو اقترب منه.

المخرج محمد العلاقي عن بوابة الوسط
المخرج محمد العلاقي
عن بوابة الوسط

تتلمذ العلاقي على يد الكبار، ومنهم محمد العقربي وعبدالله القويري، ومع هذا فقد يستغرب كثيرٌ من أنَّ 14 عملًا فقط هو رصيده المسرحي.

وُلد العلاقي في 14 يوليو العام 1944 في صفاقس بتونس، وهو البكر لأسرته المكوَّنة من ستة أخوة وأخوات.
عُرف بين أهله باسم «المجادي» نسبة لأحد الأولياء الصالحين الموجودين في المنطقة، وانتقل مع أسرته في بداية الخمسينات من القرن الماضي للعيش في ولاية «قفصة»، حيث درس المرحلة الابتدائية، ثم درس المرحلة الإعدادية بالقسم الداخلي في إحدى مدارس «قبلي».

في العام 1961.عاد مع عائلته إلى ليبيا وسكن مع أسرته في منطقة «عكارة»، كان يدرس الثانوي في الفترة الصباحية وفي المساء يعمل في شركة نفطية.

أراد أنْ يدعم عشقه للمسرح بالدراسة الأكاديمية فذهب في مايو 1968 للدراسة في «المركز العالمي للتكوين والبحث المسرحي» في باريس بإدارة «جاك لانج» وزير الثقافة الفرنسي فيما بعد.

ودرس التمثيل عن ماريا كازاريس وسوفو بودا، الذي كان ثورة في عالم السينوغرافيا، إضافة لدورة مكثفة مع المخرج البولندي جيرزي جروتفسكي. بعد عودته بدأ التدريس كمدرس لمادة الإخراج المسرحي في معهد جمال الدين الميلادي وعمل مديرًا للمسرح الوطني. في العام 1988 انتقل للعيش في مدينة صبراته، كما أُسست فرقة الزاوية التي قدَّم من خلالها عمله الأول «قرقاش» و«الشنطة طارت».

بداياته ومسيرته الفنية

أسس صحبة مجموعة من أصدقائه الفنانين بعد عودته الدراسية من باريس «فرقة المسرح الحر» في بداية السبعينات، وأيضًا كان عضوًا مؤسِّسًا « للمسرح الوطني» في طرابلس بإدارة الموسيقار كاظم نديم صحبة مجموعة من الفنانين وهم محمد الساحلي والإذاعي علي عطية وعلي القبلاوي والدوكالي بشير والأمين ناصف ومحمد شرف الدين وشعبان القبلاوي والطاهر القبائلي.

كما كان أحد مَن أسهم في نشر فكرة التظاهرات المسرحية التي بدأت في طرابلس، كما يعتبر أحد مؤسسي المعهد العالي للمهن المسرحية والموسيقية.

وقف لأول مرة كمخرج أمام فريق من الهواة بــ«المركز الثقافي المصراتي» في مسرحية «العباسة» وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بعدها انضم لـ«الفرقة الوطنية».

الدراسة والمسرح
أثناء دراسته شارك صحبة مجموعة من الطلبة في إخراج مسرحية لديكارت بعنوان «موت السلام»، أما مشروع التخرج فكان عن المسرح السياسي وهو توليفة عن المخرج الكبير بسكاتور بممثلين فرنسيين، وأيضًا كان عضوًا في فرقة «الحديث» التي كان يديرها الممثل جون ماري بات.

مسرح العلاقي

قدَّم مسرحيات عدة منها «الأقنعة» بطولة علي الخمسي و«الجانب الوضيء» بطولة عياد الزليطني و«نحن الملك» بطولة الخمسي.
في العام 1976 أثناء إدارته المسرح الوطني قدَّم مسرحية من إشرافه وهي «ملحن في سوق الثلاث» للمرحوم الأزهر أبوبكر حميد، و«الطابية» تأليف ساسي مسعود و«الميت الحي».

و«من ذاكرة الكرسي» و«جالو»، وأوبريت «درب الحرية» ومسرحية «قصة حديقة الحيوان »، و«شهرزاد تنهض من نومها» و«لقاء» للكاتب إدوارد البي بطولة الراحل علي القبلاوي والفنان علي الخمسي، إضافة لتعاونه مع الكاتب منصور أبوشناف في «حكايات ليبية» للصادق النيهوم، بعد توقفه سنوات عدة للتدريس عاد في الفترة من 2000 وحتى 2006 للتدريس في المعهد العالي للمهن المسرحية والموسيقية.

توفي العلاقي في ديسمبر العام 2011 قبل أن ترى مسرحية «مصراته»، التي تحكي عن ثورة 17 فبراير، النور.

________________

نشر بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

وماتت شهرزاد قبل مسك الحكاية وما قالت شيئا عن حرمة الخوف

نيفين الهوني

الدكتور أمين المرغني في ذمة الله

المشرف العام

علي خليفة الزائدي… رسالة ووطن

المشرف العام

اترك تعليق