
آن أُغمضُ عينيّ:
ظهري على حائطٍ اسمنتي خشن،
عيناي تلاحقان ذئاب الغابة المنتهكة.
آن أغمض عينيّ:
نافذة من خشب الزان، زرقاء كسماء الله،
في انتظار أن ترتعش وردتها الحمراء!
آن أُغمضُ عينيّ:
وجه رجلٍ يشبهني-لا يشبهني- مغمض العينين
بابتسامة على شفتيه يتمتم بقصيدة قديمة.
آن أُغمضُ عينيّ:
خطوط البحر التي تركتُها تحت خيمة الصيّاد
تقترب من زفراتي الحرّى وتبتعدُ.
آن أُغمضُ عينيّ:
بالتفاتة النورس المبقّع المطمئنة افهمُ أخيراً ارتعاشة القارب
وأعرف كيف أمصّ بلا عنفٍ عنب العريشة.
آن أُغمضُ عينيّ:
أشعرُ بشيموس هيني وتأبّط شراً يجلسان بجانبي
تصطّف القبيلة الملعونة وتبتلّ أصابع الإيرلنديات الطويلة.
آن أغمض عينيّ:
أبصره! ذاك الطائر بريشته الصفراء ينزل المرة تلو المرة
ليقبض ما يقدر على حمله من النمل.
آن أُغمضُ عينيّ:
طشطشات ماءٍ كالرصاص
أصوات عصي العميان في الثورة المجنونة.
آن أُغمضُ عينيّ:
انزل وادٍ غير ذي زرع
لا مطر يتبعني ولا ريح في المدى.
آن أُغمضُ عينيّ:
مسند رأس كرسي السيارة الفارغ
يتعرى تحت شمس برائحة السمك.
آن أُغمضُ عينيّ:
قشعريرة سحب الخريف بيضاء
فوران شاي المريمية مشبع بالحزن.
آن أعمضُ عينيّ:
أقول: أهذا هو الصمت؟!
يقولون: ليس بعد، ليس بعد.
آن أُغمضُ عينيّ:
يستقيم طابور النمل الفارسي
كم ثقب في صحن الجار المهجّر؟
آن أُغمضُ عينيّ:
قبل اشتداد العتمة
أجمعُ ما استطعت من قرون استشعار.