“الثورة في نبضي وحرفي”. أول كتاب يصدره الكاتب زياد العيساوي، صاحب الإنتاج الغزير في الصحف والمجلات وفي برامج التواصل الاجتماعي والمدونات. الكتاب صدر مؤخرًا عن منشورات وزارة الثقافة والمجتمع المدني بليبيا، التي منحت فرصة لطبع إصدارات جديدة، خاصة للكتّاب الذين لم يسبق لهم النشر من قبل. ويحتوي الكتاب على نصوص كتبها العيساوي قبل وبعد ثورة فبراير 2011 م، حيث قسم ا إلى جزءين، الجزء الأول حمل عنوان (إرهاصة) والثاني (اشتعال).
يقول العيساوي: “كتبت عن الأصل في الشيء، وهو ما يدوم، أما ما يعتريه من مخالفات فهو متعلّق بجملة من المتغيرات المختلفة، منها ما هو محلي ومنها ما هو بتأثير خارجي أو دولي. لست أبالغ لو قلت لك إنّ قناعتي لم تتغير تجاه الثورة ليس عنادًا ولا انغلاقًا ولا انتصارًا للنفس والفكرة، بل إننا لم نعطِ ونفسح لعربة الثورة الطريق ووضعنا العصي في دواليبها ولكوننا لم نحسن اختيار من يقودها وصرنا تبعًا لذلك نلومها على التقصير وخيبة الأمل التي شابتها بفعل أيدينا”.
وحول الكتب التي تتناول ثورة فبراير وتاريخ ليبيا القديم المسكوت عنه، يضيف العيساوي: “هذه المجموعة من الكتب لم تؤسس لفقه الثورة قبل اندلاعها وأغلب مؤلفيها لم يعرفوا ككتاب قبل فبراير، لذا لا تنتظر منها شيئًا ولا تعوّل عليها، فأغلب هذا النتاج لا يتجاوز التوثيق. أو بالأحرى لا تنفع مثل هذه الكتب إلا لاستهلاك الذكريات فقط. ولا تؤثر سلبًا ولا إيجابًا وقد ينتفع مؤلفها منها ماديًا، لأن شريحة عريضة من القراء تهتم بالفضائح والأخبار المثيرة التي تجدها في متن مثل هذه الكتب، كما أن هناك قسمًا من القراء يحب أن يقرأ كتبًا بها تصفية حسابات بين ساسة خسروا مواقعهم القديمة ويحاولون القفز إلى عربة جديدة تعيدهم إلى الضوء”.
أما كتب تبرئة الساحة، أي كتب من كانوا مع القذافي، أو مع مشروع ليبيا الغد الخاص بسيف الإسلام فيعلّق العيساوي بقوله: “مثل هذه الكتب بمثابة تبرئة ذمة وتكفير عن الذنب”.
ويواصل بقوله: “كتبت مقالة قبيل ثورة تونس بشهر عنوانها (دور المثقف) أوردت فيها ما معناه: ليس على الكاتب سوى أن يقول ومادام يعيش في دولة دكتاتورية فلا تنظر إلى من يتبنى أفكاره، الكاتب لن يسمع صوته إلا في ظل المجتمعات الديموقراطية”.
وحول تأخير صدور الكتاب يقول: “لا أعرف علة التأخير، عمومًا لم أكن مهتمًا بالأمر بعدما سلّمت المخطوط، حتى كدت أن أنساه”.ويتحدّث العيساوي عن مشاعره لدى استقبال نسخة من كتابه جلبها له صديق من إحدى مكتبات مصراته قائلاً: “لم تكن حالتي سعيدة، لأن ما تطلعت إليه في كتابي ونشدته لم يتحقّق إلى التو على أرض الواقع أرض ليبيا، أحلامي التي دونتها على الورق للأسف لم تتحقق، لكني أثق في شيء اسمه ليبيا، ولن أفقد الأمل”.
وحول ما إذا كان يمكن الاستفادة من الأعمال الغنائية والموسيقية التي أنجزت طوال سنين القذافي باعتبارها مادة فنية رغم تغير الوضع السياسي الحالي، أجاب: “نعم يمكن الاستفادة من الأعمال الغنائية التي تغنّت بنظام القذافي، وذلك باقتباس ألحانها وكفى، وأحبّ أن أشير هنا وبهذه المناسبة إلى أنّ الأغنية السياسية التي أُنتجت في عهد القذافي أفضل بكثير من الأغنيات التي واكبت ثورة فبراير حتى الآن”.
الجدير بالذكر أن العيساوي بدأ الكتابة من خلال جريدة “أخبار بنغازي” وعدة صحف ومجلات عربية، بكتابة مقالات ونصوص متنوعة. وركّز جهده من 2009 إلى 2010، للكتابة في مجال الفن والموسيقى والأغنية الليبية، وعندما استنفد حسب قوله ما في قريحته من رؤى عن الأغنية الليبية بالأخص لم يرد أن يكرّر نفسه، وخاض في المضامين الفكرية الأخرى لقناعته بان الكاتب المثقف يستطيع أن يكتب في مجالات عدّة.