حنين رمضان
الحنين الذي اشتعل في كبدي!! حنيني إلي وطني!!
وطني الذي قصفت مدنه ودمرت فيه مدارسه، وطني الذي سفك دماء أبنائه وسكبت فيه دموع الأمهات، وتعلو فيه صرخات الأطفال.
حنيني إلي مدينتي، تقبيل جدي وجدتي، إلي أقاربي، إلي رفاقي الذين كنت ألعب معهم، إلي كتبي، إلي دفاتري التي كنت أرسم عليها حلمي، فجاءتهم يد عدوة مزقتنا وأرغمتنا على الرحيل، فهربنا كالعصافير نبحت عن بيت يأوينا وعن مدينة تحمينا وستر يسترنا، فاستقبلنا البحر بقارب صغير وناداني بغير حنان.
ركبت الأمواج بخوف ورجاء خفي، الا ينقلب القارب، ويضيع حلم ويموت أمل، ويذهب معهما الوطن. خفت أن أصبح ميتاً بلا كفن، لازلت صغيراً أريد أن أعيش طفولتي مثل أطفال العالم: لا خوف ولا حرب، وهذا حق كل طفل صغير.
أين وجدان العرب؟ وأين حقوق الإنسان؟ ما ذنبي أن أعيش في فقر وقهر؟ وأن آكل خبزاً مبللاً بالدموع في برد الشتاء، ما ذنبي إن أصبحت بلا هوية؟ وجنسيتي بلا وطن، ومدينتي أصبحت كل المدن ومهنتي مسافر حول الخريطة.
وطني لم أجد لك بديلاً، لا تقلق! واعلم أنا لنا رب وسأخبره بكل شيء! فقد أخبرنا في قرآنه بنصرة المظلوم، وستعود يا وطني، وستشرق شمسك من جديد، وسألعب أمام بيتي وأذهب إلي مدرستي. يا وطني تأكد إننا لن نستسلم، وسنعود نضمد جرحك، ونمسح غبار الظلم، وسنحمي أنفسنا ونحميك.