شيخ هرم فاني ، قبع بين جدران سجنه حطاماً ، جسده نحيف سلته السنون سلاً فأضمرت عضلاته وجففت مفاصله وجعدت بشرته واحنت ظهره ولم يشفع له عند سجانيه جسده المتهالك ، كل سنة من سنوات سجنه الثلاث أنفقت بسخاء ما تبقى من عمره ، من حظه انه عوقب في خاتمته وأشد انواع العقوبات البشرية التى تكون في خواتم الأعمار ، اي في نهاية عمر الإنسان وشيخوخته ، في مرحلة الشيخوخة يتطلع الشيوخ ان يكونوا في رعاية أهاليهم وأحفادهم حتى يروا في أحفادهم إنجازات أعمارهم وآثارا ستبقى لأعمارهم التى ستمضى قريبا ولكن هذا الشيخ في السجن بين مساجين تنضح لمحات وجوههم حزنا وتعاسة فترهق في نفسه الآمال . ويرى موته في السجن هو المآل . وتحبط الفأل . ان يسرح من سجنه ، حجز هذا الشيخ في صقيع السجن وجنة الشيوخ في أواخر أعمارهم هو دفء الأهل وما للشيخوخة من اعراض وأمراض فانه في المكان الذي سيفاقم الأعراض والأمراض حتى يؤول به الى الهلاك ،شيخا الاولى ان يرعاه أهله ولاترعاه تعاسة السجون ، الاولى ان يكون بين أهله بعد ثلاث سنوات سجن بدون محكمة والكل يعلم ان السنة في السجن لكهل هى كالعشر سنوات سجن لشاب .
هذا الشيخ الذي تعدى عمره الثمانين وبعد ثلاث سنوات يصدر عليه حكم بمعاقبته سبع سنوات سجن بتهمة غريبة وهى اذاعة اخبار كاذبة ، وإنني استغرب أن يكون هناك قانون يعاقب على اذاعة اخبار كاذبة مالم تؤدى هذه الاخبار الكاذبة الى ضرر مباشر ، ضررا يقع تحديدا وعينيا من ذات هذه الاخبار الكاذبة ، وعجبا ان يعاقب كهل . ممشاه على مهل . ومصرعه سهل . ولا يعاقب اعضاء المؤتمر الوطني والحكومات المتعاقبة على اذاعتهم المستمرة للأخبار الكاذبة وهم بكامل قواهم الدماغية والجسمانية ، وهى اخبار كاذبة ضررها مباشر على الشعب الليبي والتى منها أكاذيب بوجود فئات مارقة ببعض المدن الليبية أدت الى ضرر مباشر بقيام حروب على هذه المدن ،وأكاذيب في اكبر حادثة سطو لأموال الشعب الليبي في تاريخ ليبيا والتى حدثت في منطقة سرت وضررها المباشر هو التغطية على اللصوص ، وأكاذيب في حادثة القرصنة على نفط الشعب الليبي وهو مامكن ناقلة النفط من الفرار ، وأكاذيب رئيس المؤتمر الوطني على شباب تظاهروا من حراك لا للتمديد بأتهامهم بهتانا وزورا بتعاطي المخدرات ( أقراص الهلوسة ) ، وغيرها الكثير من الأكاذيب وأساليب الخداع والتحايل والتى تصنف كذبا وبهتانا والتى استخدمها المؤتمر الوطني لإطالة عمره وهى أكاذيب لها ضرر مباشر وعيني على الشعب الليبي والبلاد فليس من العدل ان يعاقب الضعيف ويثاب القوي ويعاقب المغلوب ويثاب الغالب ، ان مدينة مصراتة التى حدثت فيها هذه المحكمة هى مدينة كغيرها من مدن ليبيا فيها الشرفاء والحكماء والعقلاء والأدباء والعلماء، ادعو اهالينا في هذه المدينة الى إطلاق سراح هذا الشيخ طبقا للإجراءات القضائية فما عادت تجدي عقوبته وهو في هذا السن المتقدم وعلينا ان نقف عند هذه السن بالصفح والعفو والأولى توجيه تهمة اذاعة اخبار كاذبة الى اعضاء المؤتمر الوطني وحكوماته المتعاقبة فهم من عرف عنهم الكذب والبهتان وهى تهمة بينة بشهادة أبناء الشعب الليبي كافة ،من الحكمة في الواقع الليبي الذي نعيشه الآن أنه لم يبق الا الشعب الليبي ولا غل ولا تحامل ولا أحقاد بين أبناء الشعب الليبي الا من قتل او اغتصب او سرق وإلا فالشعب الليبي سيأكل ذاته حتى يفنى .