المقالة

يحدث في ليبيا فقط وحصري

Detail of new work 2020
Adnan Meatek
Detail of new work 2020 Adnan Meatek

** لم يشتري جريدة في حياته، ولم يقرأ أيًا منها، وإن صادف ووقعت تحت يديه استعملها إما لشراء الخبز أو تنظيف زجاج سيارته! ثم فجأة أصبح يكتب في صحيفة، بل هناك من صار مدير تحرير أو رئيس تحرير، بقدرة قادر، وأصبح يفتي في الإعلام، وكيف يجب أن يكون! ويصنف الصحفيين، ربما كانوا يمارسون المهنة حتى قبل مولده. حتى إنك لو سألته عن الصحف الليبية التي كانت تصدر في السابق، لما عرف عنها شيئًا، ولا حتى عمن كان يكتب بها!!!

** لا يعرف من التلفزيون إلا مشاهدة الأفلام أو مباريات كرة القدم، ثم قادته الصدفة ليقدم برنامجا أو اثنين، فأصبح فقيها ينتقد الآخرين، ويقدم المحاضرات في؛ كيف يكون الإعلام ومن هو الإعلامي! بل ويتسابق من أجل أن يتقلد منصبًا في أي وسيلة أو مؤسسة إعلامية.

** لا يعرف من السياسة إلا اسمها، ولا يفرق حتى بين معنى السلطة التنفيذية والتشريعية، ولا ماهي السلطة الثالثة أو الرابعة أصلًا! وجد نفسه عضوًا بالمؤتمر الوطني، أو مجلس النواب، ويريد أن يعلم الآخرين معنى العمل السياسي، وأسلوب الحوار، الذي لا يعرف منه إلا الاتهام والشكوى.

** لم يمارس العمل الأمني يومًا، ولا حتى يفرق بين دور وزارة الداخلية ودور المحاكم، أو بين العمل الأمني والاستخباراتي، وغير ذلك. وجد نفسه مسئولًا عن أجهزة أمنية ما أنزل بها الله من سلطان، فأصبح يقدم الدروس والنصائح في كيفية نشر الأمن والمحافظة عليه، وحماية البلاد والعباد، رغم أنه قد يكون هو أحد المطلوبين أمنيا أصلًا.

** لم يدخل الجيش، ولم يعرف معنى الانضباط، ولا معنى الأوامر اليومية، أو يفرق حتى بين الضباط وضباط الصف! وجد نفسه يقود السرايا والكتائب، ويقود الآلاف ممن ينفذون أوامره حتى لو كانت من أجل إرهاب الآخرين، وقطع الطرق والخطف والقتل. يريد أن يضع خططا للمؤسسة، وإدارة وتنظيم الجيش، وكم عدده وأين يجب أن يتواجد، ومن يجب أن يقوده … الخ.

وهكذا دواليك، إلى ما لانهاية مما يحدث في ليبيا منذ سنوات، حولت مثل هذه المؤسسات والهيئات إلى قبلة لكل واهم وفارغ وباحث عن شهرة أو سلطة!

مقالات ذات علاقة

هرطقات ليبي معزول (9): الشوارع والأرقام والاسماء

مصطفى بديوي

ذكريات طرابلسية (2)

مهند سليمان

مزدوجو الجنسية وتنازع الوطنية

ميلاد عمر المزوغي

اترك تعليق