طيوب عربية

غُربَة

لطيفة الشابي | تونس

من أعمال التشكيلية العراقية لينا الناصري
من أعمال التشكيلية العراقية لينا الناصري

غَرَسْتُ تحت رُغام الأرض أُحْجِيتِي
ورحتُ أنبشُ في أسرار تُهيَامِي

تَنَاثرَ الجَنْيُ مِنِي فَوْقَ نَاقِلَة ٍ
بِهَا الأمَانِي، فنَاءَتْ مِثلَ أحْلاَمِي

اللّيلُ بادٍ ونَيْلُ الحُلْمِ مُغْتَرِبٌ
والظُّلْمُ يَرْسُمُ لِلْأَزْمَانِ آثامِي

جورٌ يسودُ إذَا مَا كانَ فِي وَطَنٍ
يبغاه مِثلِي أنَا، فالخَطْبُ رَسّامِي

هَفَّ التّلاقِي لِحُلْمٍ بَاتَ في دَرَكٍ
والنّفسُ مَلّتْ وزاد الغَدْرُ إيلامي

يَشْتَفُّ نَبْعِي ومَا يُذْكيهِ في عَلَنٍ
وعَنْوَنُونِي بِأنِّي حَقْلُ ألغَامِ

فِي جَالَةِ الظّلْمِ فَاقَ الظُّلْمُ مَنْبَتَنَا
لمَّا انْقَلَبْنَا لِذُلٍّ فِيهِ إِرْغَامِ

وقَدْ أُصِبْنَا بِذَنْبِ العَارِ منْ أَزَلٍ
وَمَا انْتَقَمْنَا لِعِرْض فِيهِ أيْتَامِ

يَا حُزْنَ قَوْمِي أبَادُوا لَحْظَ نَخْوَتِهِمْ
حِينَ اسْتَبَاحُوا وَهَانُوا عِرْقَنَا السَامِي

القُدْسُ قُدْسٌ لها مَجْدٌ، فكَيْفَ بَقَتْ
تَعْلُو الغَمَامَةُ عُمْرَا بين هُدّامِي

تَرْنُو الى مَنْ تَخَفَّى مِنْ بِطَانَتِهَا
وَبَاتَ يَعْصُرُ نَخْبَ ليله الدامِي

وَنَاءَ عَنْ أمَّةِ الاِسْلاَمِ مُعْتَقِدًا
أنْ لا يَعُودَ لَهَا فَخْرٌ لِأقْوَامِ

قدْ يَنْتَشُوا فِي بُلوغِ الجُرْمِ، كَمْ نَكَّلوا؟
وأغْرَقُونَا بِأشجانٍ وَأَحْلاَم ِ

يَا مَقْدِسًا يُعْرُبِيَّ، الأَرْضُ يَحْكُمُهَا
أزْلاَمُ قَادَتِهِمْ، منْ دونِ حُكَّام

والكُلُّ مَكْلُومٌ أدْمَتْهُ ثاملةٌ
في غَمْرَةِ اليَأْسِ أَسِيرُ أوْهَامِ

عانيتُ من غفلةِ الأفلاذ، منْ وهنٍ
يَجْتَاحُهُمْ، والرَّزَايَا وَقْعُهَا ظَامِي،

أرَقُّ قلبٍ طَوَاهُ الدَهْرُ بالشَّجَنِ
والخُدْعَةُ فِيهِ مِنْ رَبْعِي وهدّامِي.

مقالات ذات علاقة

إضاءة على كتاب “على بوابة مطحنة الأعمار” للأسير الفلسطيني أحمد صلاح الشويكي

هند زيتوني (سوريا)

لك أنت

المشرف العام

حيفا تحتفي بديوان (أُدَمْوِزُكِ وَتَتَعَشْتَرين)!

المشرف العام

اترك تعليق