المقالة

رأس السنة الليبية

نشرت هذه المقالة في صحيفة فبراير في اليوم الاول من السنة الامازيغية التي تنتهي هذه الايام و بمناسبة رأس السنة الجديدة ولزيادة اللحمة الوطنية الليبية وتذكير الليبيين بتاريخهم المنسي (والمغيب بفعل النظام السابق) نعيد نشرها على هذه الصفحة

السنة الأمازيغية 2963

اليوم هو اليوم الأول من العام الامازيغي الجديد 2963، ويبدأ التقويم الامازيغي بوصول الملك الليبي الامازيغي شيشنق الأول لاعتلاء عرش مصر وإعلانه فرعونا جديدا للدولة المصرية وتأسيس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين ، حيث كانت بداية التقويم الليبي الامازيغي في عام 950 قبل ميلاد المسيح.

في البداية حاول تحالف قبائل الليبو والتحنو والمشواش بالصحراء الليبية الوصول إلى دلتا النيل عن طريق الحرب، إلا أن هذا الغزو لم يحقق النصر النهائي و باء بالفشل ، لكن مع بداية حكم الأسرة الفرعونية الثامنة عشر ــ ورغم عدم توقف محاولات الغزو لاحتلال وادي النيل ـــ بدأت تجمعات من قبائل المشواش تستقر حول حدود مصر الغربية طلبا للاستيطان والإقامة الدائمة في وادي النيل، التحق الليبيون بعدها بغزارة في الجيش الفرعوني ، وفي عهد حكم الأسرة العشرين أصبحت غالبية جنود الجيش المصري من الليبيين .

مع بداية حكم الأسرة الحاكمة الحادية والعشرين ازداد نفوذ قادة الجيش الفرعوني من قبائل المشواش الليبية الذين وصلوا إلى مناصب هامة في البلاط الفرعوني.

وفي أواخر عهد الأسرة الحادية والعشرين الحاكمة في مصر أصيبت الدولة بالضعف كما هو الحال دائما في نهايات الدول وانقسمت مصر إلى دولتين (طيبة) في الجنوب و (تانيس) في الشمال.

في هذه الفترة كان ظهور شيشنق أحد أبناء قبيلة المشواش الذي سيطر في البداية على بعض المناطق في مصر و لم يستعجل في الاستيلاء على الحكم بالقوة و لم يعمل على خلع الملك (بسوسنس الثاني) آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين لكنه انتظر حتى مات هذا الملك، وقد قام في فترة الانتظار هذه بتوطيد مركزه العسكري و نفوذه الديني استعدادا للوصول للعرش .

في عام 950 قبل الميلاد استولى شيشنق الأول على عرش الدولة المصرية دون مقاومة من احد و أسس الأسرة الحاكمة الثانية والعشرين التي استمرت في الحكم لأكثر من قرنين من الزمان .

بعد نجاحه في إعادة توحيد مصر خرج لتعزيز نفوذ وقوة الدولة في الشرق حيث احتل سيناء و النقب و استولى على الكثير من المدن الفلسطينية حتى دخل إلى (أورشليم) القدس وضمها إلى مملكته.

كان حاكم الدولة اليهودية (يربعام) ابن النبي سليمان هو من واجه شيشنق و قواته المتقدمة باتجاه الشرق، لكنه لم يفلح في وقف تقدم قوات الملك الفرعوني الجديد بالرغم من انه قد استعمل في هذه الحملة ما يزيد عن 1400عربة قتال.

و قد جاء ذكر ذلك في التوراة ففي سفر الملوك الأول (صعد شيشنق ملك مصر إلى أورشليم واخذ خزائن بيت الرب و خزائن بيت الملك واخذ جميع تروس الذهب التي صنعها سليمان قبل وفاته ، فعمل الملك يربعام عوضا عنها تروسا من نحاس و سلمها للسعاة الحافظين باب بيت الملك) .

دون شيشنق كل انتصاراته و حروبه على جدران معبد الكرنك و قد حفرت العديد من الرسوم على الحائط الجنوبي للمعبد بتفاصيل الغنائم و ما قدمته المناطق المحتلة من جزية و أموال .

واستطاع شيشنق أن يوحد ولأول مرة في التاريخ مناطق ليبيا ومصر والسودان و الشام في دولة قوية واحدة استمرت ما يزيد عن مائتي عام ، فهل نستطيع و نحن نستذكر التاريخ في هذه الأيام الحاسمة من تاريخنا الوطني أن نوحد ليبيا و نبني فيها دولة قوية عصرية ، أنها مسؤولية أمام التاريخ و أمام أنفسنا و أمام الأجيال القادمة ، لذلك نأمل أن لا يكون جيلنا نقطة ضعف في التاريخ ،وأن نكون جميعاً في مستوى المسؤولية .

مقالات ذات علاقة

وعي العقل الجمعي

علي بوخريص

الغموض ومحاذير التلقي

عبداللطيف البشكار

ثمانون حولاً على معركة عافية

أمين مازن

اترك تعليق