محمود الغتمي | الطيوب
عن الأكاديمية الليبية للدراسات العليا، صدر للباحث عمار جحيدر كتابه المعنون (مدرسة عمورة بجنزور.. أثر معماري ثقافي من العهد القرمانلي)، وهو نتيجة بحث دام لحوالي 35 عاماً، وجاء في 246 صفحة.
صدر الثلاثاء 11 أكتوبر 2023م كتاب بعنوان (مدرسة عمورة بجنزور أثر معماري ثقافي من العهد القرمانلي، الوقفية التأسيسية 1164هجري/ 1751م نص ودراسة وملاحق) للمؤرخ والبحاثة الدكتور عمار جحيدر، هذا كتاب ليس كباقي الكتب، فقد انبثقت نواته الأولى منذ عام 1988م، وأخذ المؤلف يجمع مادة الكتاب تدريجيا إلى أن تحصل في عام 1990م على نسخة من الوقفية التأسيسية لمدرسة عمورة (زاوية عمورة) التي حررت بتاريخ شوال 1175هجري/ مايو 1762م، أي بعد تاريخ تأسيس المدرسة بأحد عشر عاما.. وقام بتحقيق الوثيقة وأنجز حولها دراسة شاملة شارك بها في الندوة التي نظمناها بعنوان (جنزور عبر التاريخ) في شهر يناير 2016م بجنزور، وبعد ذلك أكمل جهده العلمي الرائد وأخرجها في كتاب توج به جهود 35 عاما من البحث والتنقيب حول هذه المدرسة المباركة.
يقع الكتاب في 246 صفحة من القطع المتوسط، وقسم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول كالتالي: الفصل الأول: مؤسسة الوقف في الحضارة الإسلامية ومكانته في التاريخ الثقافي، والفصل الثاني: الواقف/ المؤسس: القايد عمورة فلمنق، أما الفصل الثالث فكان بعنوان: الوقفية التأسيسية: البنية/ والنص/ والجداول التحليلية، والفصل الرابع: مدرسة عمورة فلمنق في محيطها الثقافي، ولم يكتفي الدكتور عمار بهذه الفصول الغزيرة في منهجيتها البحثية ومعلوماتها المفصلة عن كل ما له علاقة بهذا الأثر الجنزوري العريق، بل أردفها بملاحق ثرية جدا من صور ولوحات ووثائق وغيرها ألقت المزيد من الضوء على موضوع الدراسة.
ومن حرصنا على طباعة هذا الكتاب القيم، تواصلنا مع أكثر من جهة بجنزور لتبني طباعته التي لن تكلف حتى ثمن تذكرة لأحد المسؤولين المرموقين، فلم نلق إلا الصدود، وتوجهنا للأكاديمية الليبية للدراسات العليا فاستجابت مشكورة عن طريق كاتبها العام الأستاذ أحمد رمضان الذي أبدى ترحيبه وتشجيعه لأي مبادرة تخدم تاريخ جنزور، وتمت طباعة عدد نسخ محدودة من الكتاب، فلهم جزيل الشكر.
وأكاد أجزم بأنه لو شكلت لجنة علمية من العديد من المؤرخين، وصرفت لهم ميزانية ضخمة، ومنحت سنوات عديدة من أجل إخراج كتاب حول أثر معماري تاريخي في بلادنا فلا أعتقد أنهم سينجزون مثل هذا الكتاب القيم..
لقد منح الدكتور جحيدر بكتابه هذا أجمل هدية ثقافية لجنزور، ورصع جبين زاوية عمورة هذه المنارة المباركة بجوهرة علمية ثمينة سيذكره بها كل مهتم بتاريخ جنزور وتراثها الثقافي، وللعلم أنه لم يرغب في بيع أي نسخة من هذا الكتاب مع محدودية عدد النسخ المطبوعة، وحتى النسخ القليلة التي ستعرض للبيع في مكتبتين فقط رفض أخذ ثمنها… وأخبرني أنه هدية متواضعة لجنزور التي يحبها من كل قلبه، بورك فيك أيها العالم النبيل، وجعله الله في ميزان حسناتك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.. وأتقدم بالشكر في ختام هذا التعريف بالكتاب لمؤسسة جنزور للعمل التطوعي والتنمية التي ساعدت في إتمام بعض الإجراءات الضرورية.. وسيكون الكتاب متوفرا في نهاية الأسبوع القادم في قرطاسية ابن الهيثم بجنزور مقابل المستشفى العام، وبمكتبة الوحدة لصاحبها الحاج عبدالناصر اللموشي بشارع الوادي بطرابلس.