انقطع عن العمل منذ إصابته.. أخيرًا اتصلوا به..
خرج مغتبطًا.. اصطحب معه أصغر أبنائه الأربعة.. انزويا في سيارة أجرة.. تدحرجت عبر عينيهما انعكاسات زجاج المجمعات التجارية الشاهقة. . . ولافتات المحلات الملوّنة . . .
قبالة شباك شؤون العمال.. سأله الموظف:
– تفضل.
أجاب متلعثمًا:
– أنا فني الخراطة الذي . . .
تأمل كتفيه؛ قال مستدركًا:
– لا تكمل.. عرفتك..
ناوله ورقة:
– قرار الاستغناء عن خدماتك.
اختنق بغبار دخان سكن مسام جسده لسنوات طويلة.
بيده اليسرى قبض على الورقة.. تعلق الولد برجله.. سأله:
– أبي؛ هل استرجعتها؟
لم يرد..
– ألم تقل ليّ دائمًا إنك تركتها في المصنع؟
عندما طأطأ رأسه لمح طفله يتحسس الكمّ الفارغ المحشور في جيب سترته.