قصة تحدث في كل بيت ليبي . .
في صوت رخيم لين كعادتها دائما عندما تريد شيئا قالت صبرية لزوجها:
نبي نستاذن منك يا صابر بنمشي لزميلتي المعلمة دايرة لمة علي خاطر شارية سيارة جديدة . . كل المعلمات ملتمين يباركولها
نظر أليها مستلسما ورد علي مضض : باهي . . لكن ما تعطليش . . إني عارفك غالي عليك اللقني والهدرزة .
مضت ساعة وأكثر ولم ترجع صبرية في وقت مفتوح لا حدود له بينما صابر يرقب ساعة الحائط بين الفينة والأخري متمتما متأففا . .
أخيرا بعد مضي ثلاث ساعات من خروجها سمع صوت المفتاح يدور في القفل ليفتح الباب وتدخل صبرية وعلي محياها بسمة مصطنعة لتحتوي بها غضب زوجها الذي كانت تعرف مقدار ثورته . .
بمكر ودهاء إبتدرته قائلة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . سامحني تأخرت شوى ، إنت عارف اللمة وزحمتها لقيت فلانة و فلتانة وعلانة ،خذانا الوقت ، والله . . حتي هدرزتنا ما كملناها ، إستاذنت منهم و رجعت نجري زي المطفوشة .
نظر إليها ببلاهة قائلا : وعليكم السلام ، باهي الحمد لله علي سلامتك . . هذا طبعك ما عندي ما ندير . . زي الساعة زي الساعتين زي الثلاثة ، لا تقولي عندك بيت لا عندك أولاد لا زوج . . مدايرة اللي في راسك .
واصل كلامه وهو يحرك رأسه مع يديه في حركة متناغمة : أغلب الليبيين هكي ، إلا من رحم الله ، شن بندير روحي فالح ، ماهو ني ليبي وإلا نازل من كوكب تاني .
ردت صبرية بإنفعال : ياودي هي سويعة لا قدمت لا وخرت وإنت كل حاجة داير ليها إيدين ورجلين ، تكبر فيها وتدير من الحبة قبة
نظر صابر إلي الأعلي ثم بدا يضرب يديه علي ساقيه مرددا :لا حول ولا قوة إلا بالله . . أمتي بس . . أمتي يا ربي
صبرية : شن حسك تقول . . أمتي شني . . شن تخمم شن تفكر شن في راسك قول ياراجل . . أمتي بنموت وتفتك مني وإلا شنئ
صابر : أمتي بنولوا ناس وبشر أمتي بنعيشوا الدنيا ونعطوها حقها .
هدأ قليلا وإقترب من زوجته منحنيا في رفق ولين يشير بيديه موضحا : يا صبرية يا زوجتي يا عمري يا غالية . . إنتي مراة متعلمة إنتي مدرسة وإلا نسيتي روحك . . واصل كلامه مسترسلا . . إنتي بتوجهي وترشدي وتعلمي الناس لكل حاجة غلط وعيب . . هالمناسبات الاجتماعية وهالموتات وهالاعراس وهالحفلات وهالصلات زادت عن حدها بالسبوع والثنين من غير المصاريف الزايدة وغيره وغيره
وياريتها تكمل ، كل يوم مناسبة شكل وإنت معاش قعمزتي في الحوش . . حوشك حايس وصغارك تشردوا . . حتي أني تبهدلت في جرتك . .
أطرقت صبرية رأسها إلي الأرض لبرهة تم رفعت ناظريها إلي زوجها بياس : باهي توا شن اللي تبيه . . أني معاش عرفت كيف ندير
أني معاش عرفت كيف نعمل .
صابر : صلي ع النبي أولا . .
صبرية : اللهم صلي وبارك علي سيدنا محمد وعلي أله وصحبه أجمعين .
صابر : أني مش ح نمنعك عن الناس وعن زيارتهم ومواصلتهم . . لكن شدي عندك
1 – خلينا في الأهم تم المهم . . فرح . . حالة وفاة . . مرض مستعصي . . حاجة تستاهل
2 – الزيارات ساعة وشوي . . تكون في يوم واحد نهاية الاسبوع مش كل يوم وإنتي سريك مريك
3 – الأقارب من الدرجة الأولي مش تبعيلي شجرة العيلة كلها من بوك ومك لحد جد جد جدودك .
4 – ح يكون ليك وقت لبيتك وأولادك وزوجك ونفسك وإلا نسيتي روحك . . شوفي كيف مسلولة ومتبهدلة و وجهك أصفر زي الليمة .
فجاة علا صوت هاتف صبرية ليقطع الحوار الجاري بين الزوجين . . نظرت إلي الشاشة لتري إسم المتصل فكانت أختها سهيلة
ردت بعد تردد : السلام عليكم . . اهلا سهيلة . . شن حالك شن أخبارك شن حال الأولاد وشن حال زوجك
سهيلة : الحمد لله كلنا بخير ونسلموا عليك . . ما نبيش نعطل عليك . . الخميس والجمعة والسبت الجايين ملتمين كلنا في حوش العيلة
باش تجي وتجيبي الصغار كلهم معاك ، سلام .
أنزلت الهاتف عن أذنها بهدوء وإلتفتت إلي زوجها بعينين ناعستين تردد جملتها المعهودة بصوت عذب رخيم :
صابر يا زوجي ياغالي ياعمري نبي نطلب منك حاجة صغيرونة .