قصة

حبيبتي الأولى مختلفة جداً

اللوحة من أعمال التشكيلي المصري_ عمــر الفيومي
اللوحة من أعمال التشكيلي المصري_ عمــر الفيومي

كانت حبيبتي الأولى مختلفة جدا، بل حبنا برمته كان غريبا.

كنت نلتقي أمام الجميع دون أن يتبادر الشك لأي منهم بأننا حبيبين، بل لا مجال حتى لأن نكون صديقين

كنا بالكاد نتبادل الابتسامات كما يتبادلها الغرباء، ويصر كل واحد منا عن كتمان مشاعره بداخله كنا نتبادل التحية بتلويحة تطلقها يدان مسترخيتان تكادان تلامسان الأرض وقلبين مشدودين يكادان يلامسان السماء

إن تجاهلنا لمشاعرنا الأولية البسيطة النقية، أرغمنا على التعامل مع كتلة صلبة معقدة من تراكمات مشاعرنا المؤجلة.

لقد بدأت حبيبتي تبوح بحبها لكل من حولي، تحاول إبعاد الحسناوات المتطفلات عن طريقي، ولكن لا تمتلك الجرأة للبوح بحبها لي.

كما كنت أشعر بالغيرة كلما رأيتها تحدث غيري دون أن أفكر بالبوح لها بغيرتي.

كان كل واحد منا على يقين بحب الآخر له، لدرجة أنني كنت أكتب لها القصائد وأبعثها للمتطفلات، وكانت تقرأ قصائدي في رسائل المتطفلات وهي تبتسم، لأنها تعلم أن هذا الشعر قد كتب لها أصلا، وما رسائل المتطفلات سوى ساعي بريد.

ورغم ذلك يرفض كلانا البوح بحبه للآخر، لعلنا كنا نعتقد أن المبادرة بالاعتراف ستكلف صاحبها التنازل عن كرامته بقية حياته، حتى ولو استجاب الآخر لبوحه، فالأول في الحب هو الأضعف على عكس كل سباقات الحياة.

مقالات ذات علاقة

خطيئة تسير على قدمين

المشرف العام

العـالِـق

أحمد يوسف عقيلة

يوم عادي جدا

المشرف العام

اترك تعليق