ستبقي اللغة قاصرة عنك
وحركات اعرابها لا تكفي
لضبط توتري بك
وايقاعي لديك
بروحي تشكل هذا الحنين
تراكم البوح بحلقي وغص بك
تتزين الكلمات مزدانة بالغزل
كلها جميعها انظمها زلفى إليك
بكل ما أوتيت من لغة
أرسم البوح شعرا وقصيد
أحاول أن أصيغ لغة لك
أدواتها وتعابيرها ومدادها
لا تحيط بك أو تحتويك
بلاحد أو عد أو سبب
سأظل أحبك جدا
حتى تصبح حروفي قمحا
تأكل عيناك منه
وأسقي نبضي منك وصلا
تتدفقين بي وريدا ووريدا
تهطلين بسمعي رويدا رويدا
توصلين السطور بك حرفا بحرف
اضع بين عينيك فاصلة من فمي
وتضعين نقطا على بوحي
تدونينها على ذاكرة الجسد
نقطة نقطة من أول الشوق
إلى آخر الشغف …
تجبرين الكسور جرا بهمسة
تضمدين الروح ضمة بضمة
بيداك همزة وصل لازمة
لا تكوني ساكنة
فلا سكون …
حين لا يجوز التسكين
فالضمة على حرف البوح
تكتب وتقرأ وتنطق
وأنت نحوي تتشكلين بي
لأن الكتابة لك
جوع مضاف …
والحنين لعينيك
عطش معطوف …
وأنت الأسماء والأفعال
والحروف الموصولة
وأدوات النداء
وكناية الكلمات
معربة ومبنية
معرفة ومجهولة
اللغة والقصائد
دفؤها ولهفتها
عطشها وجوعها
سكرها وملحها
طعمها ولونها وعطرها
شكلها ووصفها ووقعها
شيء من الماء يروي
وبعضا من الطعام يسد
إلا أنت (فلا) إعراب لك
أنت ما لا يوصف شكلا ورسما
مالا يدرك الا وصلا وقربا
شوقا وحنينا وعشقا
وما لا يكتب كلمات وحرفا
وما لا يضبط جملة ونصا
وما لا (يعرب)
لغة ونحوا ولفظا
خارجة عن اللغة
تعربين احساسا وعشقا
تفيضين قافية ونثرا
تكتظين بالشعر
موزونا وحرا
تزدحمين بالمعاني والصور
يحتفي بك البيت والقصيد
لا شبع منك ولا ارتواء
كل العطش أنت
وكل الجوع أنت
فكيف أفعل بالشغف
وأين أذهب بشوقي
وكيف أعرب نبضي
فهلا دنوت نحوي
لكي اراجع درسي
عشقا معا بالنحوي
فأنت همزة وصلي
ومعطوفا عليك بوحي..
