شعر

أربعة عشر أخاً وأختاً

من أعمال التشكيلية شفاء سالم

نحن أربعة عشر أخاً وأختاً
وأبوان طاعنان في حبنا..
ينهضان باكراً
تجلس أمي في ردهةِ البيتِ
كـ شجرةٍ وارفة..
تُلقمُ أفواهنا بالخبزِ وقلوبنا بدعاءٍ طري..
بينما كان أبي يشمّر عن ساعديهِ
ويخرجُ حذراً..
لا ندري لماذا كان يغيب نهاراً
كاملاً عنا..
لكنّه كان يعود في المساء
بدماءٍ غزيرةٍ وجرحٍ في الجبهة!
يهمس لأمي:
اليوم هزمتُه.. رغمَ أنني متعب
انظري.. حاول طعني أيضاً لكنني
طعنتهُ في خصره فتركني..
فتسيلُ أمي على جسدهِ كدواء!!
في الليل يتحولُ أبي أيضاً لشجرةٍ بجانبها..
بينما نتفيأ نحن ابتسامته..
ندور حولهُ..
ونستكشفُ النور الذي يخرجُ من ثقوبه..
ولا نعلم من أحدثَ كل هذا به..
مات أبي..
و لازلت أمي تجلسُ كـ شجرةٍ وارفةٍ
تنتظره..
بينما نحن أربعة عشر أخاً وأختاً..
ننهض باكراً..
نشمّر عن سواعدنا ونخرجُ
بحذر..
ثم نعود في آخر اليوم
بوجوه مضرّجةٍ بالدماء.. وندوب كثيرة.
تقول أمي:
كونوا كوالدكم.. لا تجعلوا الزمن يطعنكم..
إنه مصاب من طعنةِ أبيكم.

مقالات ذات علاقة

إلى عباد الكراسي

رضا محمد جبران

بيروجيا

نورالدين سعيد

خيانة العتمة

جمعة عبدالعليم

تعليق واحد

نج نج 15 سبتمبر, 2022 at 22:39

ربي يحفظه

رد

اترك رداً على نج نج