احمد ناصر قرين
(إن ليبيا بلد مبني بالقش ويطفو فوق بحيرات البترول..
فما أسهل أن تندلع النار فيه.. أن تحرقه من أساسه) صادق النيهوم
هذي البيادق ُتشحذ ُ الأبواق وعدا ً بالغنائم.
هي كعكة ٌ عجفاء ترصدها الضباع
وهل عطر يواسينا سوى زبد ِ الولائم؟!
*
هذي البيادق عادة يحلوا لها أن تقصد المرآة,
كي تبدو لأعينها قلاعا ً او ملوك.
تتزاحم الشاشات، حين ظهورها جذلا ً،
لتصدح َ في مزابلها الديوك.
*
يا رقعة الشطرنج يأتي اللاعبون اليك,
مُترعة مخالبهم بما تيسر من محارق.
ونحن فتات ُ هذا الملح , هذا القش ِ , هذا الزيت ِ,
ليس يؤوينا سوى سقف ٍ تهاطل بالخنادق.
*
لا ضوء, لكن الظِلال َ هنا تطاردها الظلال ْ
لا صوت, لكن الصدى هو ما تُكدّسه الرمال ْ
لا جرح َ تلتئم الجراح به، كيما تضمده النصال ْ .
*
هذي البيادق ُ كم تُعيّر بعضها بعضا ً
وكم في الريح ِ تكتنز الغبار.
أنكاية ً في الحُورِ يقتص الشهيدُ من الشهيد؟
تفور أودية ُ الجنان ِ بُخار؟؟
*
هذي البيادق ُ تستعد ُ لكي تُقسّم ,
عنقاءُ منتوفة ٌ تحيا على ريْع ِ الرماد ِ
وتشتهي في النار بلسم ْ
كلما حاولت أن أبكي عليها ….أتلعثم .