أحمد العمامي
اجلس مع نفسك، اجلس معها وحاورها، أجلس معها وعاتبها وذكرها، اجلس معها وحاسبها، اجلس وتحاور معها حواراً نفسيّاً روحانيّاً، قل لها ما الذي فَعَلَتْهُ؟ وما الذي تُرِيد فِعلَه؟
تفاهم معها، ذكرها بأصلها، ذكرها بأنها ذات مقامٍ سَنِيٍّ، فَلْتَسْتَغنِ عن التُّرَّهَاتِ، حاورها وقل لها أنها تستحق الأفضل، أخبرها بأن عليكما الاتحادُ مع بعضكما لتصلَا إلى غاية رغبتكما، فإن العقل والجوراح إن كانا في اتجاهٍ معاكسٍ لها ستتعب، وأنت كذلك، أمّا إن كنتما على نفس الخطى فإنّكما بإذن الله ستحذوانِ نحو الأفضل؛ ذكرها ببدايتها وآخرتها وكن لها خير أنيس ورفيقٍ، عاتبها عتاباً يليق بحضرتها وسموّها، فالنفس فيها سرّ لا يعلمه إلا الله، اجعلها على يقين تامٍّ بأن طريق الضلال موحشٌ وتعيسٌ، وأن النور والهداية والرشاد في الطريق إلى الله؛ اجلس معها وحاسبها، اجلس معها جلسة يغشاها الهدوء والسكينة، وتذكر أنها تلينُ وتلينُ بذكر الله والكلِم الطيب، وتيقّن أنَّ الله لو لم يكن يحبّك لما جعلك تجلس مع نفسك وتذكرها وتحاسبها وتعاتبها، فالله -سبحانه وتعالى- لم يضعِ الرُّوحَ في أجسادنا لنُشقيها؛ كلَّا، إنّما لنسمو بها في آفاق الصلاح والتقوى.
