10 قصص قصيرة ـ متوالية سردية في ثلاثة فصول
ـ 0 ـ
(حمدان)٬ سكن الليل٬ ليست شكوى واحدة٬ هل أستمع٬ من هذه القواقع بالحديقة٬ محنة بمطر الصباح؟! أصغى إلى لطم أخاديد الصدى الوجاع٬ هل سمع شيء عن الاموات؟! في صميم الطين الظلمة٬ في جوف القواقع٬ حيث الصمت المحير٬ تكتسي أنات و أنات.! أنين صراخ٬ حيث يعلو٬ شكوى ليست واحدة بل قلق بمطر الصباح٬ بأهازيع تتكشف تحت الكورونا.!
الفصل الأول
ـ 1 ـ
تختنق النوافذ مغلقة٬ (حمدان) حزن يتدفق٬ عبر الممرات الضيقة٬ تتلظى الكورونا! تلتهب الأناشيد٬ و(حمدان) يتعثر فيه المدى٬ سكن الآهات.! تستمع الجدران٬ في كل شباك٬ كلمات عاشق سهران٬ بكورونا ارتقاب وداع و وداع.!
ـ 2 ـ
في العيون المغلفة بالقلق٬ يسكن الحزن على الشبابيك٬ أسوار وأزهار.!٬ في كل مكان من الحي٬ روح تزعق من الرعب٬ شبح صراخ٬ شبح كفن٬ يلف في كل أزقة ظلمات!٬ ترى العيون٬ مطفأة خلف الجدران٬ في كل مكان آنات٬ عاشق يبكي٬ في شكوى السماء٬ الحديقة ذات الصوت المغرد٬ أنت (تأن) وآنات!
ـ 3 ـ
يا صاح٬ ها٬ هـ… هذا السهر٬ ما قد مر الكورونا هنا٬ صوت مزقه الكفن المنتظر٬ الموت٬ صوت آنات بمطر الصباح… المحن٬ المحن٬ المحن٬ يا صاح٬ ها٬ هـ… هذا الموت٬ أنتظار مزقه حزن الألم الموجع٬ عولمة حزن مطبق٬ مما أصاب رعب الكورونا.
الفصل الثاني
ـ 4 ـ
طل اللوز٬ أسمع إلى الفراشات رفرفاتها٬ إلى غرفة نومي٬ وقع حزن جنائز٬ خطى الماشين في الحدائق العامة! في صمت اللوز٬ أسمع جيران٬ انظر خطى المرعوبين٬ بزخات رذاذ المطر٬ لاؤلئك الباكين٬ حيرة فقدان العشرة٬ هل سمعوا الأموات٬ طوابير من الأزهار الثكلى٬ لا تحصر دمعا٬ تصرخ صمتا لمنتظرين حيرة وداعنا.! آه٬ أسمع آنات من سقوف الجيران٬ صوت الطفل (حمدان) المسكين٬ آه محن٬ محن٬ ضياع الضياء٬ ضياع صمت وارتقاب.!
ـ 5 ـ
محن٬ محن٬ لم يطرق أحد الباب غد!٬ الرعب والورد ٬في كل حكاية٬ في كل ثوب أثر جسد قبلة٬ تمدد جنح فراشة.!٬ (حمدان) يعيد قراءات رسالة معشوقته٬ دموع تندبه شكوى٬ حيرة٬ تذمر حفار قبور محزون.!
ـ 6 ـ
آه٬ يا صاح٬ ها٬ هـ… لا نظرة باقية لا ضجر خالد! يا صاح٬ ها٬ هـ.. هذا ما كفلت خطف المحن.! المحن٬ المحن٬ المحن٬ يتوجع سهر الأزهار٬ تشكو إسهار عشاق٬ ما تصنعه المحن.!
الفصل الثالث
ـ 7 ـ
حتى أنت يا كورونا٬ في قصاصات الحزن٬ في معطف الغيوم الرعب٬ مع الكلمات الأشلاء بصمت.! سكن الليل٬ في القمر الليلة٬ يقرآ وجهه الأبد٬ صمته المتنقل القاسي٬ شاحب بشدة٬ حيث الموت لقاح.!
ـ 8 ـ
ينشر تذمر الكورونا مخالبه٬ يتهم وينتقم٬ يستيقظ داءه رعبا كونيا.! كرها وعندا يتعالى مغرورا!٬ ينسل بهدؤ الشارع٬ تخرس الأرصفة٬ مرح الداء العنيد٬ يفتك قلقا مجهولا!
ـ 9 ـ
(حمدان) سكن الليل٬ الكورونا٬ يحصد صوت الانتظار٬ الرجاء في كل غرفة نوم٬ في كل ممر٬ القبلة تتلمض تختبيء٬ في جوف قواقع وأصداف.!٬ (حمدان) في كوخ الثورة الثقافية٬ الفلاح الماوي يلقح ثقافته٬ كراريس الثورة في المحن٬ بحقل المنشور القادم٬ تعداه الأن.!
ـ 10 ـ
(حمدان)٬ يرجفه برد الصبح٬ يهبطه عسل النحل٬ العاشق محنة عشق؛ لا تكن أسوأ عاشق لحبيبة مخلصة.! الكورونا٬ محطات يحصدها٬ لا شيء سوى عطش المحنة.!
(حمدان)٬ يا صاح؛ ها العطش٬ هـ٬ المحن… المحن… المحن إزهار وإسهار!٬ يا صاح؛ ها صاحبي؛ في شبح الكورونا الصمت مرير٬ والظلام القاسي يمتحن٬ ينتقم المحن٬ الصرير على الاسنان٬ آنات هم مرير.! ـ(حمدان): ـ “يوم لا ينفع مال ولا بنون”٬ لا جديد غير أن نردد” الله أكبر”٬ نرجع خشوع مطر الصباح٬ التكبير٬ كيما تغفلنا٬ مزاريب البيوت٬ حيرة توزيع ثواب مطر الصباح٬ الكورونا مع حفار القبور٬ وطائر القبرة يتثنى٬ يقفز شواه الحزن٬ لم يبق نمل لجامع الندم٬ مات (حمدان) مأذنة.! طائر القبرة٬ يرجع التكبير٬ القبرة ستأوينا في زفيرنا٬ تؤمن لنا أحلامنا في السهرات الباردة٬ حيث الجمر٬ اشواقنا في الشمس خالدة! الكورونا من سيؤبنا لحده٬ الشوارع غير متفرغة للجبناء٬ لم يبق سوى لوح خشبي ناطق٬ نزوره ويزفر بنا حيث الحقول٬ خطوات تشهد علينا نوافذنا٬ وصرخاتنا٬ الأزهار بلا أنات ولا راديو صغير للصيف٬ القمر سييبكينا٬ شوق من قلب مفتون٬ ملتهب.!
آه يا (حمدان)٬ آه … آه يا صاح من هذه القواقع التي تسمعنا في الحديقة٬ حيرة٬ وغدا لا شك سيتراقص مطر الصبح من جديد٬ ينظف الشوارع من أمثالنا٬ نحن الداء الشرير الوحشي في محنتنا وشكوانا٬ آه يا (حمدان) وداعا.! نطارد عن فعلتنا في الأزهار٬ لا غير سوى المحن .. المحن… المحن، يا وطن الريح الباقي٬ يا شيب القمر الأبيض٬ أحزانك عظام شمعي الأحمر٬ أنك شاهد إسهار٬ ترفهة نظري في دمع شجاعة المحن. (حمدان) يا غيمة الحاضر٬ وجعي نريد وطن.! (أنتهت).