مكتبة
المقالة

مثابات أم مكتبات؟

عقب تحرير طرابلس وسقوط باب العزيزية، شاع قول يدعو الى تحويل المثابات الثورية؛ من مقار قمعية ظالمة إلى مكتبات عامة، تعمل كمراكز للإشعاع الفكري في الأحياء والمدن، وهو قول يلقى القبول والإحتفاء من كل وطني مسؤول، يتمتع بالقدرة على صناعة القرار دون ضغط على زناد السلاح، خاصة ونحن نرقب الصراع الخفي والمعلن، على اقتسام إرث المقار الحكومية بين جهات وأفراد، لايعرفون لغة أخرى غير لغة الرصاص التي فرضتها هذه المرحلة، فطرابلس اليوم بلا مكتبات عامة! دون إغفال لما تحقق من مكتبات بفضل مشروع إدارة المدينة القديمة، في وقت شهدنا فيه إلغاء مكتبات عريقة، وإقفالها المديد بدعوى صيانة لاتتحقق ولاتنتهي، مع ارتكاب حماقة استحداث تسميات لمكتبات هي في الحقيقة تمثل محتوى ماتم الغاؤه من نوافذ بناء الثقافة المتجهم، ولاشك ان مقار المثابات الثورية اليوم، ليست البديل المثالي، ولكنها قد تكون الحل المؤقت إلى حين رسم الخارطة الثقافية، التي تؤرقنا كمثقفين نخشى على هذه الثورة من ان يسرقها اللصوص المزيفين؛ ممن غرقوا في وحل الفساد، ثم أدعوا الوطنية الزائفة بالاختباء خلال الأشهر الستة الماضية! رغم وقوفنا على الكثير مما يؤكد افتقادهم للقيم الوطنية الحقيقية طوال حياتهم السابقة.

لقد مضى عهد نجح في بناء السجون والمعتقلات، وأخفق في إنشاء مكتبات ومراكز للمعلومات أسوة بما نشهده في البلاد العربية، التي سبقتنا في ترسيخ مشاريعها الثقافية الوطنية، وماكان لنا أن نقف حيث كنا قبل الانقلاب، عندما كانت المدينة تتمتع بمكتبات قامت بواجبها، لكنها تعرضت فيما بعد للتناقص عوض التزايد، والإلغاء عوض الإنشاء، أما مابقي منها فقد تعرض للنهب والتخزين في مستودعات مؤقتة يملكها أفراد، ولاتتوافر فيها الشروط الواجبة لمقار حفظ واتاحة المعرفة، كما ندرك بأن كثيرين من رموز النظام السابق كانوا يمتلكون مكتبات خاصة عظيمة، قد نقترح تحولها هي الأخرى إلى مراكز معلومات؛ بعدما ينتهي المشرع القانوني الليبي من صياغة تكفل سيادة قيم العدل بشأن مآل هذه المقار، فهل سنجد من سيحقق تحويل “المثابة الأم” إلى مركز اشعاع فكري؟ تجد فيه جميع فئات المجتمع من كبار وأطفال وذوي احتياجات خاصة مايحتاجونه من أوعية المعرفة الورقية والالكترونية، حيث ستعقد الندوات الثقافية وتقام معارض الفنون البصرية وحفلات العزف الموسيقي والعروض الفنية؟.

مقالات ذات علاقة

نحن الثلاثة

منصور أبوشناف

حلاوة العيش

إبراهيم حميدان

كومبرادور

منصور أبوشناف

2 تعليقات

ميمي 13 يونيو, 2012 at 17:00

احلي كلام سمعتوفي حياتي

رد
د.مصطفى بديوي 19 يونيو, 2012 at 00:07

مقترح رائع ولو بشكل مؤقت… أرى أن يقدم على شكل مشروع لوزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني للعمل على تحقيقه حالياً حتى لا تطال هذه المقار أيدي العبث اللاثقافي… وأنا على استعداد للتعاون في تنفيذ هذا المقترح بأي صورة متوفرة لدي… شكراً أستاذة أسماء على هذه الصحوة المتميزة..

رد

اترك تعليق