طيوب البراح

المـسـتـحـيل

 

الصادق دهان

وجلي يجرني إلى حيث متاهات بقايا وطن لم يعد يقوى على البقاء، وصورة وطن يعلوه الغبار، يتلاشى بين الحضور والغياب، وشبح حبيبة تحمل بقاء البقايا، وعفر غبار وتفاصيل أمي والوطن.

تقبض صور فيشتد التصاق الحقيقة، ويمتزج الوطن بالحبيبية، والحبيبة بالوطن، ويصفعني أيضا سراب السراب أيضا.. وأيضا.

{وطن في امرأة، وامرأة في وطن}

عطش الأشواق ينبض بينابيع تخفق في صدرها، مضت عبر متتاليات الذاكرة الغائبة مع الوطن ، هي راحلة لم تتمهل، تبحث لهفة عن حضن وطن يخجل من وجه امرأة ما عاد يسكن عينيها.هي رحلة مذ بدأت ، رجفت لها روحي ، فجأة رعشت وطفت ، أخال أنها انطفأت .

خصلات من ريح تنسج خصوبة امرأة حولي ودعوات تتداعى ، تقبض روحي ، توثق ارتمائي في أحضان مستحيل بلا أجنحة.

ألهبني الارتماء في مآقي حبيبتي، عاشق كما قيس، حب مستحيل يغفو على شغاف تأتي ولا تأتي، ريح أخيرة، تخفق بأجنحة نوارس مذعورة ، حملت لهفة من ذاكرة من وطن إلى رموشها.

 

{ما أعذب الغوص في يم الاستحالة}.

هنا عذب القيعان، وعذاب الرفرفة واللهاث الشهي والأجساد الشائقة ، ودفء الأنامل المتلامسة ، وشوق الاقتراب الأكثر ،، عزف ،عزف ، ارتماء كف بكف ، ولا أكف عن المستحيل.

طقوس العذابات كذلك ،،،، يجيء نورس بريح الوطن ، يقترب حلمي ، فيبتعد المستحيل بلهفة الشوق وأعرف أنه مستحيل ،، امرأة ووطن، مساحة فرح ومناسبة للتأمل.

قعيد أنا عند قدمي امرأة تذرف روحها أمام عذب اللقاء ، وعذابات المستحيل ، قعيد أنا أمام حلم نشوة لا يمل المستحيل.

أي قصة هذه ؟ التي ألمس أدق تفاصيلها يقينا كالطيف، حلم عند الذروة، جاء بحطام موجة غاضبة، وأحمال من زبد طوفان احسبه سكن للسؤال.

سؤال من طوفان، وإجابة عاقر، شطر، ثم شاطر، نصف، ثم منصف، وهم، ثم هم، سؤال يجلد الطوفان فيتحسس السحاب جلده ،، يجلدني الوهم بسحابة عاقر فيتحسس الطوفان جوفه، وطن وامرأة وحلم فوق الذروة ووهم وسؤال.

 

{جلدني السؤال فتحسسني جسدي}

تركت من السؤال بقية، وعبرت بجوف الطوفان ، إلى لا نهائية المتاهات ، إلى لا قرار المجرات ، أعرف أن للمجرات قرار {وطن وامرأة}، أتشبث بآخر المتاهات وروابي المستحيل ، امرأة وظل أمل.

ذات حقيقة، يأتي الوطن في وجه امرأة نبضت من نبات هديل حمائم وجهها المتألق.

لم أعد أذكر.

كأنني أحلم بذات الأمل.

هل أواصل الرحلة المستحيلة؟

مقالات ذات علاقة

بلادنـا زين علي زيـن

المشرف العام

السجناء الليبيين

المشرف العام

رسائله ورسائلها

المشرف العام

اترك تعليق