طيوب المراجعات

«شمس على نوافذ مغلقة». أنثولوجيا تمنع القطيعة بين الأجيال

كتاب شمس على نوافذ مغلقة

ليبيا التي تظل مجهولة فيما لو قررنا الارتحال في هذا العالم واكتشاف ذلك. هكذا قرأت العنوان حالمًا وقع عليه نظري ثم تخيلت النوافذ المغلقة حيوات أشخاص صادف أنهم كتاب ليبيون. وأعجبني كيف تتلصص الشمس عليهم فيما ينسجون عوالمهم في الداخل. قد لايكون هذا المقصود وأن العنوان يطارد معنا آخر. لم أسأل الشاعر خالد مطاوع بعدما استلمت النسخة المضغوطة من الكتاب «شمس على نوافذ مغلقة»، عما كان يلمح، وأردت أن أكتب ما وصلني أنا من مقاصد، فبعض العناوين مقالة كاملة.

ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃريتي ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ والتي أنشئت في ليبيا وسعت منذ تكوينها للمساهمة في دعم وتطوير المشهد الثقافي الليبي ومساندته بتنظيم مشاريع إبداعية مبتكرة، كما تعرف بنفسها، هي وراء إصدار أنثولوجيا كتّاب ليبيا الشباب كنت حضرت وشاركت شخصيًا في بعض ما قدمته في طرابلس. ومن خلال هذا الكتاب أتصور أن الشمس باتت في الداخل الآن. والنوافذ المغلقة حتى بالنسبة لي بدأت تنفتح.

ثلاثة وعشرون اسمًا لأجناس أدبية مختلفة. أسماء كثيرة أتعرف على نتاجها للمرة الأولى. أعرف أن مهمة الأنثولوجيا أو رص المقتطفات ليس فرز النصوص وفقًا للجودة من عدمها بل مهمتها الحيادية والرصد، وأن تعرضها فيما يشبه فسيفساء يمنح مشهدًا عامًا لسيرة الكتابة على أنواعها، وفي هذا الكتاب مجموعة ليبية شابة من الجنسين بخلفيات علمية مختلفة بل وبعضهم لايزال في صفوف الدراسة، إذن الطريق بدأ توًا.

للكتاب مقدمة ودراسة طويلتان ربما رأى المحرر ضرورة لذلك وهي ضرورة لم تصلنا، المقدمة استعرضت فيها د. فريدة المصري انطباعاتها عن ماهية النصوص، يمكن وصفها بالقراءة العامة لاتجاهات النصوص، فيما فضل الكاتب والصحفي أحمد الفيتوري في دراسته أن يلخص معارفه ومسيرة الأدب على طريقته، وفيما أتصور كان يريد القول إن دروب البدايات تظل على حالها وإن اختلف محيطها من جيل لآخر. وفضل أن يسمي الكتابات شابة. وأوافقه في أن المعنى أكثر دلالة لأنه يصف الكتابة.

«شمس على نوافذ مغلقة» والذي يقع في 543 صفحة عثرت فيه على رواية واحدة للكاتب أحمد البخاري «كاشان» مثلها الفصلان الخامس والسادس. والفصلان مكتوبان باللهجة المحلية. فالرواية فيما يبدو مجالًا لا يفضل الكتّاب الشباب خوضه بعد باقي النصوص تتوزع بين الشعر والقصة.

ما يلفت النظر في الكتاب أن النصوص في معظمها لها علاقة مباشرة بمفردات الحرب وما يتصل بها ومايترتب عليها. وهو ما أشير إليه كون الكتابات في أغلبها ألفت بعد العام 2011، ومع هذا هناك أيضًا الفكاهة في بعض النصوص «شجرة الليم» لربيع بركات، السخرية «تائه بلا مرسى» راوية الككلي والسحر في «بائع الأحذية» والتشويق في «قميص ميت» وكلتاهما لأنوار الجرنازي. وطبعًا ثمة كثير العواطف والانفعالات ولكني أشرت لبعض مما راق لي وسقتها كأمثلة، النصوص تعطي للقارئ صورة عن شكل ونوع العلاقات التي تمنح لهذا الموقع الجغرافي خصوصية والتي لا تشير إلى معناها الإيجابي بقدر ماتقدمها كما تفعل بطاقة الهوية. والسؤال هل ستواصل كل هذه الأقلام مسيرة الكتابة؟ هل سنرى أدبًا لا يترك الحرب تمر في نصه كضحية ويقترح حياة أخرى خارج الملهاة؟

لمحة عن الكتاب
«شمس على نوافذ مغلقة»: مختارات من أعمال الأدباء الليبيين الشباب.
تحرير خالد المطاوع وليلى نعيم المغربي. مع مقدمة لفريدة المصري ودراسة لأحمد الفيتوري.
الكتاب يحتوي على أعمال لشعراء وقصاصين وروائيين ليبيين شباب.

المشاركون
أحمد البخاري وأحمد الشارف وأحمد الفاخري وأمل النايلي وأمل بنود وأنوار الجرنازي وانتصار البرعصي، وإيناس فارس والمكي أحمد المستجير وأنيس فوزي وجمانة الورفلي وحسام الثني وخيري جبودة وراوية الككلي وربيع بركات وسراج الدين الورفلي وشكري الميدي أجي، وعلي الطيف وغدى كفالة وفيروز العوكلي ومحمد النّعاس ومنيرة نصيب ومهند شريفة ومو مصراتي ونجوى وهيبة.

والكتاب مشروع مشترك بين مؤسسة أريتي للثقافة والفنون ودار دارف للنشر.

______________

نشربموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

المسرح الليبي في العهد العثماني الثاني.. تأسيس وواقع

المشرف العام

الباروني في سيلا بالجزائر

المشرف العام

الغرفة 211 إضافة قيمة للثقافة الليبية

عبدالسلام الزغيبي

اترك تعليق