هذا الاستطلاع ينشر بالاشتراك مع مدونة مالاخير.
عندما بدأت المدونات الالكترونية في الظهور، لم يكن في البال انتشارها السريع، ولا قدرتها على التأثير في المحيط، خاصة وإنها تحولت في الكثير من البلاد، خاصة دول العالم الثالث، إلى منابر لكشف الممارسات الظالمة والتعديات على حقوق الإنسان.
كما إنها كانت الفرصة والبراح للكثير، للكتابة والانطلاق في فضاء الإبداع، سواء الكتابة أو التشكيل، أو أيٍ من صور ومستويات الإبداع.
وبعد فترة خفوت، أو فتور، ها هي المدونات تعود من جديد، من خلال بعض المواقع، والوكالات التي صارت تعتمد المدونات، كمادة يروي من خلالها المدون، الحدث من عين المكان، كما إن المدون كراصد، هو الأقرب للحدث وتوابعه، خاصة فيما يتعلق بالتحولات والتغيرات في المجتمع.
فهل يمكن للتدوين أن يكون إعلاماً بديلاً؟ عن المواقع الإعلامية المتخصصة؟ خاصة في وجود هذا الزخم من التدوين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا الاستطلاع، نتوقف مع مجموعة من المدونين الليبيين، للحوار حول هذه المسألة.
***
المدون: رشاد علوه المهدي (مدونة مرزق التي في خاطري).
لا يوجد فضاء محدد للتدوين في ليبيا
بازدياد الوعي تزداد أهمية التدوين
هناك حاجة للمدونات المتخصصة
استطلاع: رامز النويصري.
ما هي معالم فضاء التدوين الليبي؟
لا يوجد فضاء محدد للتدوين في ليبيا، فقد طرقت المدونة كل مجالات الكتابة بلا حدود، وكانت بداية المدونات في ليبيا بداية خجولة وضعيفة، وخاصة فما يتعلق بالشأن السياسي.
ولكن مع انتشار النت زاد عدد المدونين، وتنوعت الكتابة مدعومة بكتاب خارج الحدود وبعيدين عن قبضة النظام السابق، وكان لتكوين اتحاد المدونين الليبيين، أن قدم دفعه مهمة لهذا النوع من الكتابة، وعمل على تعارف المدونين وتبادل وتطوير خبراتهم.
ما هي المواضيع المهيمنة على المدونات الليبية؟
تنوعت المواضيع في شتى دروب الحياة والمعرفة، فلا سقف لها من متابعة اليومي والسياسي، والهم الاقتصادي والاجتماعي، مرورا بالشأن السياسي، وهناك مدونات اهتمت بمجالات محددة كمجال الزراعة أو الرياضة والفنون.
ها هناك حاجة إلى توسيع وسائل الإعلام البديلة، أو صحافة المواطن في ليبيا؟
تبقى الحاجة مهمة لتوسيع هذه الوسائل، ولكن الأهم هو المتابعة والتفاعل مع هذه الوسائل.
ولكن هنا تجب الإشارة الى نوع من المدونات المتخصصة، والذي يمكن الاعتماد عليه كمرجع مهم عند الكتابة في مواضيع محددة، مثل موقع بلد الطيوب، أعتقد لا يستغني من يريد الكتابة في الأدب أو البحث عن سيرة كاتب من العودة لهذا الموقع، أو بعض المواقع المتخصصة في الزراعة أو غيرها.
كيف تقيم تجربة التدوين في ليبيا؟
لا يوجد معيار ثابت للتقييم، وذلك يعود لاختلاف أشكال التدوين، ورغبة كل شخص في متابعة مدونات بعينها، وذلك يعود للاهتمام الشخصي، إلا إنه بشكل عام؛ تعتبر تجربة متواضعة ويعود ربما جزء من ذلك لضعف البنى التحتية للشبكات وضعفها، وربما بازدياد الوعي تزداد أهمية التدوين، على الرغم من فقدانه كثيرا من أهميتها لصالح وسائل التواصل الاخرى.
وهي يمكن للمدونات أن تكون وسيلة إعلامية مؤثرة؟
إلى حد ما، سيظل التدوين وسيلة وخاصة عند ربطها بوسائل التواصل الاخرى، وهذا يعود لنشاط الاشخاص أنفسهم وأهمية المواضيع التي يتطرقون إليها، أو يعالجونها من خلال مدوناتهم.
كيف تقيم أثر منصات التواصل الاجتماعي على التدوين والمدونات؟
كان تأثير جلى، مؤكد قد أطاح بالعديد من المدونات سوى لهجران القراء، أو حتى انصراف كتابها لوسائل التواصل الأخرى، التي تجعل التواصل مع الاخرين القراء، أكثر حيوية وسهولة.
ولكن من الممكن الاستفادة كما أسلفت، بربط المدونة بهذه المنصات لكي تكون وسيلة للترويج للمدونة، خاصة للذين يتابعون مدونات بعينها، وذلك للبحث عن الجديد على تلك المدونات.
ما هي أهم المدونات الليبية الآن؟ ولماذا؟
سؤال تصعب الإجابة عليه، وذلك لاختلاف دروب المعرفة التي تقدمها تلك المدونات، واهتمام الاشخاص بها، ولكن بالعودة الى موقع كل المدونات الليبية، تجد تغييراً مستمراً في ترتيب المدونات حسب النشاط، فهناك العديد من المواقع الجيدة والتي عندما تزورها لا تستطيع أن تغادرها بسهولة حتى تطلع على كل الجديد بها.
هل تؤيد فكرة التدوين من الخارج أم الداخل؟ ولماذا؟
لا يهم كثيراً من أين تكتب، ولكن المهم هو المحتوى أو ماذا تكتب، ما عدا الكتابة في الشأن السياسي الذى قد يشهد بعض التضييق في أحيان كثيرة، يجعل الكتابة من بعيد للكاتب أكثر قدرة على التعبير، حيث يتمتع بهامش كبير للكتابة وخاصتا ذلك قبل 2011.
تجربتي في التدوين.
بدأت التدوين في العام 2008، دون تخطيط سابق، وكان في البداية لحفظ كتاباتي من الضياع. فجعلتها في مدونة مقفلة، أنقل لها كل ما أقوم بنشره في الصحف المحلية أو بعض البرامج الإذاعية المهتمة بالشأن الأدبي، ثم جاءت فكرة أن أجعلها مشاع للعامة، ولاقت الفكرة كثيرا من الاستحسان.
ثم جاء انضمامي لاتحاد المدونين الليبيين، الذى أعطى المدونة سعة في الانتشار وأصبح شيء من الالتزام مع القراء، ان أنشر يومياً شيئاً جديداً، وكانت تجربة جميلة، جعلتني على الأقل استمر بالكتابة والبحث ومحاولة تطوير المحتوى الأدبي، وتحسين أسلوب الكتابة.
_________________
رشاد علوه المهدى: مواليد مرزق 1960، تلقيت تعليمي الاول بمرزق، ودرست الجامعة بسبها، وتحصلت على اللسيانس في اللغة الانجليزية في العام 1983.
كنت مهووس بالقراءة، فقد كانت القراءة همى وشغلي الوحيد. بدأت الكتابة بمحاولات في فترة الدراسة الثانوية، إلا ان تجربة الكتابة بدأت في العام 86، مع برنامج ما يكتبه المستمعون عبر الإذاعة الليبية من بنغازي، والذى كان يعده الاستاذ “سالم العبار” ويقدمه “عبدالله عبد المحسن”. ثم انتقلت لتجربة الكتابة في الصحيفة المحلية بمنطقة مرزق.
ثم عملت فترة بالإذاعة المحلية بمرزق، في إعداد وتقديم برنامج أدبي يهتم بكتابات المبتدئين، وأقدم من خلاله شيئاً من كتاباتي في المقالة والقصة القصيرة، حتى دخول النت الى مرزق وكانت البداية بمدونتى (مرزق التي في خاطري). واهتممت بها بالجانب الأدبي والتعريف بمنطقة مرزق.
2 تعليقات
اتقدم بجزيل الشكر للاستاذ رامز النوصيرى الكاتب والاديب الليبي واكبر فيه اهتمامه بالشان الثقافى الليبي بمختلف جونبه كان الله فى عونك ولك كل التحايا@
لا شكر على واجب أخي.