من أعمال التشكيلي الليبي بشير حمودة.
قصة

غناوة عزيزة

محمد بوعجيلة

من أعمال التشكيلي الليبي بشير حمودة.
من أعمال التشكيلي الليبي بشير حمودة.

منذ سنين عديدة عندما كنت في السادسة من عمري، وفي عرس حفيدها، لحنت جارتنا عزيزة غناوة علم. وفجأة .. يعلو صراخ نساء الحي داخل الخيمة. الارملة، المطلقة، والصبية العشرينية.
أذكر أنني حفظتها عن ظاهر قلب، تحمست لقولها كلما أردت الاستمتاع بصراخ الناس.
قلتها لأخوتي عندما كنا نلعب.
قلتها داخل مخبز الحي، والمدرسة.. نعم كانت محاولتي الاخيرة مع المعلمة غالية. لكنها لم تصرخ، لم يصرخ اي من هؤلاء.
أعتقدت أنني قلتها بشكلٍ خاطيء، أو لم أحفظها بشكلٍ جيد، حاولت نسيانها .. ولكن مرت عزيزة التي تغنت بها ذات مرة بجاني، ناديتها عمتي عزيزة!
: عمتي عزيزة قتلك
….
أوهام أو قديم أو فقد … يسكت عليش عقلي ما لقى
….
لكنها لم تصرخ هذه المرة .. لم تصرخ أنها توقفت، نظرت إلي بتمعن، هزت رأسها.. وبكت.
بكت فحسب!!
ومنذ ذلك الوقت كلما بكا أحدهم بصمت، كأنه صراخ يخترق مسامعي.

مقالات ذات علاقة

البـديــــل

صلاح عجينة

فـيـما بـعـد

الخيول البِيض

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق