من الطبيعي جداً، أن يُطرح السؤال، ومن ثم نباشر في محاولاتنا الجادة لإيجاد إجابة موّفقة عنه، قد تُخطئ أو تُصيب، و الفيصل بين الأمرين،هو إن أتت هذه المحاولات أُكلها، وجنينا منها ثمرة تعبنا الناضجة، نُضجَ الإجابة التي تجعلنا تلقائياً لا ننقاد إلى طرحه من جديد، وهي (زوال الاندهاش) الذي كان قائماً؛ لكنني ارتأيت في هذه المرة،أن اعكس هذه الآية،بكسر التقليد المعروف – لماذا؟- هذا ما سوف تعرفونه فيما بعد، وقبل أن افرغ من هذه الافتتاحية ؛ وعلى من لا يطيق صبراً، ويفضل أن يجري على العُرف المُتبع دائماً (سين ثم جيم) أن ينزل بعينيه مباشرة إلى خاتمة هذا المقال، ليجده مُدوناً بالخطَّ العريض، ومُذيلاً في أسفله، غير أنني لا أنصحكم بذلك- لماذا؟(ثانيةً) – لكوني لو بدأت هذه البداية، ستختلط الأوراق، وتقفز إلى الأذهان إجابات شتى، لطالما تمطّق ثم تمنطق بها المتمنطقون تشدُّقاً وعلى غير صواب ولا دراية، لأنها لم تقُم على أساس يحتكم ويستند إلى دليل وجدية، للوصول إلى حلٍّ جذري، به نضع اليد على موطن الداء ونشخص العلة، فنعرف بذلك كيف نتداركها بإيجاد الوصفة المداوية؛ وأيضاً لكي لا يحدث تشويش على صفاء التفكير، أثناء بحثنا عن الإجابة المرتجاة، بفعل هذه الإجابات المغلوطات، فنتحرر بذلك من سلطان تأثيرها السلبي ؛ أظنني الآن، قد عللت السبب بإجابتي عن سؤالكم الأول.
ما يحدد جهة الأغنية الليبية الشعبية، هما اللهجة المنظومة عليها كلماتها والتي يتحدث بها أهل كل منطقة،كذلك اللحن الشعبي الخاص بها، فإذا أخذنا أغنيةً ما من الموروث الشعبي(الفلكلور) وأجرينا عليها هذا المقياس المزدوج، لتبين لنا ذلك بجلاء، وعرفنا على وجه التحديد، إن كانت من المنطقة الشرقية أو الغربية أو الجنوبية، فأغنية(العلم) مثلاً، هي من الجبل الأخضر، من لكنة وطريقة إلقائها نعرفها، كذلك الأغنية المرسكاوية من لهجة أهل الجنوب وإيقاعاتهم، وعلى غرارهما، نعرف الأغنية القادمة من جهة الغرب، من خلال الأهازيج المُصوغة والمؤداة على اللحن والكلمة اللذين هما سمتا هذه المنطقة.
أما على صعيد الغناء العربي المتعدد الجهات، نتيجةً لتعدد الأقطار،و إتساع رقعته الجغرافية، وتوزعه بين قارتين(أسيا وأفريقيا) فإن أية أغنية لا تخرج من حدود محليتها إلا إذا صيغت ألحانها على المقامات الموسيقية العربية، التي تدرس في كل المعاهد الموسيقية المنتشرة على امتداد الأقطار العربية، وهذا لا يفيد بأنها ستفقد وتخسر خصوصيتها كما قد يخشى البعض، لأنّ ما يحفظ هويتها، هو اللهجة العامية المنسوجة عليها الكلمات، فهنالك من الألوان الغنائية الشعبية المتعددة في (لبنان) مثلاً، قدر ما هناك من ألوان في بلادنا، منها مثلاً لا حصراً: ) العتابا) و(الميجنا) و(الدبكة) إلا أنّ القاسم المشترك بين الأغنية، هنا وهناك، هو المقامات الموسيقية العربية (الشرقية) ببرهان أنه عند حدوث تعاون فنّي بين فنانين من قُطرين عربيين، تعرف الأغنية الناتجة من هذا التعاون من حيث الهوية، من خلال كلماتها المغناة، وما يساعد على هذا التمازج، على الرغم من اختلاف الألوان واللهجات، وفضلاً عن المقامات المشتركة، التي يُفترض أن يكون كل فنان مُلماً بها، هو أسلوب الغناء العربي الصحيح، وهاكم مثالاً على ذلك: تعاون الملحن الليبي” إبراهيم أشرف” والفنانة اللبنانية الكبيرة”هُيام يونس” في عديد الأغنيات، التي هي بكلمات ليبية من نسج الشاعر”مسعود القبلاوي” وكانت تجربة ناجحة بدرجة الامتياز، كذلك الحال في تجربة الفنان الراحل “عبدالحليم حافظ ” لدى غنائه أغنية (ياهلي) الخليجية اللحن والكلمة، على الرغم من أنها كانت تجربة محفوفة بالمخاطر على رصيده الغنائي الجميل- لماذا؟- سأرجئ الردَّ في سانحة لاحقة حفاظاً على النسق السردي، واتناولها مع تجربة الفنان الكبير “وديع الصافي” مع الملحن الليبي “إبراهيم فهمي” تلك التجربة التي أنتجت روائع وبدائع غنائية؛ ما أردت التلميح إليه في هذه الفقرة، أنّ الاختلاف بين اللهجات العربية إنما هو اختلاف واسع البون، لا سبيل إلى معالجته إلا باللغة الفصحى، التي فشلت حتى الجامعات و(الأكاديميات) في ترسيخها، لا لعيب في مناهجها، بل نظراً للتجهيل الإجباري وبث الفرقة بين الشعب العربي الواحد، اللذين مارسهما المستعمر في حملاته المتلاحقة على المنطقة وكذلك عصور الانحطاط التي مرت بها نتيجة ً لسقوط الخلافات الإسلامية المتعاقبة، ما يستلزم استغراق وقت طويل حتى ينجح هذا المسعى المتمثل في إعادة اللغة العربية الفصحى إلى ما كانت عليه في عصر ازدهار الحضارة العربية باعتبارها اللغة الأم في مجالات الفن والعلوم؛ ولمّا كان ذلك، وإزاء تعدد اللهجات والجهات، باتت الأغنية حين خروجها من نطاق المحلية، وتوجهها إلى الفضاء العربي، المترامي الأطراف، تحتفظ بهويتها من خلال الكلمة فقط، من دون عنصر اللحن، على خلاف ما كانت عليه، قبل ظهورها من موطنها الأصلي، الموغل في المحلية إلى حد الانكفاء على الذات.
إنّ الحديث عن الفنون، حديث ذو شجون، لذا سيجرنا إلى الخوض في غمار الأغنيتين الشعبية والحديثة، وما بينهما، فالثانية تولد من رحم الأولى، غير أن الحبل السري الرابط بينهما قبل المخاض، لا يُقطع فورما تحدث عملية الإنجاب، لا بل يظل هذا النسيج ممتداً بينهما إلى فترة لا بأس بها، وحتى تتغذى المولودة (الأغنية الحديثة) من الأم(الأغنية الشعبية) و تعضُّ على ناجذها- أي- حتى تبلغ أشدها ولا تصبح في حاجة إلى رعايتها، بعد أن تشبَّ عن الطوق، وإلى أن تتم عملية الفصل المرتقبة، نجد أنّ الأغنية الشعبية في مرحلة انتقالية وصولاً إلى الأغنية الحديثة المنشودة، وبتشبيه آخر، سأوضح لكم هذه المسألة المتعلقة بنشوء الأغنية الحديثة؛ في الصناعات اليدوية(التقليدية) يقوم الصانع بمسك قطع لزجة من الطين بيد، ويأخذ بعد ذلك، في نتشها وشدها بالأخرى، حتى يتحسس بأنه قد تعلـّـق شيء منها بين رؤوس أنامله، فيقوم مباشرة بسحبها وبفرد ذراعه، وبعد فترة زمنية محدودة، يشرع النسيج الطيني اللزج الواصل بينهما يتراخى رويداً رويداً، ثم ينقطع، لحظتئذٍ يتكون لديه قطعتان طينيتان، ليس بينهما شيء آخر؛ تأسيساً على هذا أودُّ في لمحة سريعة أن ندرس الأغنية الشعبية الليبية في مراحل فائتة، وكيف تمخضت منها الأغنية الحديثة، فبعد أن كانت الأغنية تُستمد من أغنيات تراثية محفوظة ومعروفة بالنسبة للمستمع، تأسست فيما بعد على ألحانها السائدة عديد الأغنيات بكلمات جديدة غير الأصلية على يد الراحل “شادي الجبل” ومجايليه، ومن ثم استمرت على هذا المنوال، الذي فيه شيء من روح الأغنية الشعبية في جُمله الموسيقية، وكانت هذه التجارب في المرحلة الانتقالية التي أعُدُّها فترةَ المخاض، ونظراً لهذا التحديث المطرد، برز العديد من الملحنين اللذين تطلعوا إلى الرقي بمستوى الأغنية إلى نظيراتها في الأقطار الأخرى، لاسيما أنّ جُلَّهم درسوا الموسيقا العربية في المعاهد الموسيقية الموجودة في هذه الأقطار مثل مصر ولبنان، وتوصلوا إلى ضرورة التلحين وفق قاعدة علمية صحيحة، وبما يكفل للأغنية المحلية، أن تنهض وتنتشر عربياً، مع الاحتفاظ على هوية الكلمة والعمل الجّاد على إعداد ألحان تأتي وفق المقامات العربية، والتعامل مع الشعراء الذين كان لهم الهاجس نفسه، وانتقاء الأصوات التي تجيد الغناء العربي على أحسن وجه، ونظراً لجهودهم المُخِلصة، لكسر الجمود الذي كان يكتنف الأغنية آنذاك بأطره التقليدية، بلغت الأغنية ذروة نجاحها في فترة جد قصيرة، وقياسية جداً، بالمقارنة مع العديد من التجارب المُحاثية لها في أقطار أخرى، فقد أصبح لها كيان خاص على أيدي هؤلاء الملحنين، الذين اذكر منهم: “على ماهر” و”محمد مُرشان” و”إبراهيم فهمي”و”عطية محمد”و”عبدالحميد شادي”و”هاشم الهوني” مع الشعراء الأتية أسماؤهم:”أحمد الحريري”و”عبدالسلام زقلام”و”مسعود القبلاوي”و”فرج المذبل” فقدّموا لنا بأصوات كل من :”محمد السليني”و”عاد ل عبدالمجيد”و”خالد سعيد”و”محمود كريّم” درراً وروائع كثيرة، من منّا لم يتغنَ بها، ولا يتذكرها مثل) يا بيت العيلة) و(زي الذهب)و(يا سلام ع النسمة)و(بلد الطيوب) وغيرها؛ وبلغ نجاح هذه التجربة منتهاه، بعد ظهور الفنانين:”أحمد فكرون” و”ناصر المزداوي” فقفزت الأغنية الليبية قفزة كبيرة، إذ أنهما أوصلاها إلى العالمية.
ومما يؤسف له حقاً، بعدما تحققت كل هذه النجاحات، أن ظهر فريق آخر، يدّعي الأصالة، ويدعو إلى الحفاظ على هويّة الأغنية الليبية مجاهرةً، حتى لكأن كل ما قُدم لم يكُن يصبُّ في صالحها، أو أنّ ثمة استيلاباً حدث لها، ما جعل هذا الفريق، يُقدّم الأغنية في صورة مشوهة، لا هي بالحديثة ولا الشعبية كذلك، بل هي أشبه ما تكون بالتي طُرحت في فترة المخاض التي أعرضت لها فيما مضى، إلا أنها في فترة انتقالية معاكسة، أي من الأغنية الحديثة إلى الشعبية، في إتجاه مستهجن ومُخالِف للاعتيادي الذي حدث للأغنية في أمكنة أخرى، ولمّا كان كل ذلك، أصبحت تُعد على ألحان هجينة، لا تقوم على أسس موسيقية سليمة، الأمر الذي من شأنه، أن قوّض تلك التجربة الناجحة التي عكف عليها الأولون، وكل ذلك كان نتاج سوء فهم، لا بل هو نتيجة الفهم الخاطئ، وغير المبني على دراية، لأنّ الغناء على المقامات العربية، هو الأصالة في حد عينها، وبالأخص التي لم توظف قبلاً في الأغنية الليبية، كمقامي (العجم) و(النهاوند) وما إليهما من مقامات أخرى، ففي ذلك إثراء وتنويع واستزادة مطلوبة للرقي بفن الغناء في بلادنا، وهذا ما ساعد على نجاح التعاون بين الملحن “إبراهيم فهمي” والفنان العربي الكبير”وديع الصافي” في عملين تضافرت فيهما سُبل النجاح كلها، من لحن عربي أصيل ومتنوع المقامات وكلمة ليبية صرفة، حافظت على هوية الأغنيتين، وبصوت تعرفون جميعكم قدرهُ حتى أنه تغنى بهما، وهوَّ في أحسن حالاته، وكما عرفناه في أغنياته السابقة، ونجاح هذا التعاون له ما يقابله في مكان آخر، كنت قد أشرت إليه فيما فات و وعدتكم بتناوله، وها قد سنحت الفرصة لأفي بوعدي، نعم لقد كان تعاون الفنان” عبدالحليم حافظ” مع شاعر وملحن خليجيين محفوفاً بالمخاطر، لأن الأغنية هناك كانت تدور حول نفسها لإيغالها في المحلية، ولكونه كان يُحسن اختيار أعماله، رأى أنّ هذه الأغنية تحمل مميزات الغناء العربي القُح و الصحيح، وهنا أودُّ أن أُشير إلى أنّ ذلك الفريق الذي خوّل نفسه للحفاظ على الأصالة، كان وما يزال يُبدي إعجابه الدائم بالغناء الخليجي، ويأمل أن تلقى الأغنية الليبية ما لاقته الخليجية من حفاوة وترحيب من قِبل المستمع العربي في سائر الأقطار مع أنه لا تكاد توجد أغنية خليجية واحدة، تخلو من المقام الخماسي الذي لا ينتمي إلى المقامات العربية لا من قريب ولا من بعيد، فأية أصالة هذه التي يدّعيها ويدعونا إلى التشبث بها ؟ فإذا كان اللحن الكلامي سبباً في تفسخ اللغة الفصحى، فإن اللحن الموسيقي المبني على الأصالة هو من يُعيد اللُّحمة العربية؛ كما أنه ليس من الحفاظ على الهوية في شيء، أن تستمر أغنيتنا على إيقاع رتيب، أو أن تُقدم صُحبة آلة العود فقط، فقد تمَّ تجاوز هذه الطريقة في الأقطار الأخرى، اللهم إلا أن كان مثل هذا الغناء يُقدم في استضافة إذاعية، فمن الملاحظ أنّ ثمة العديد من الأغنيات المسجلة على الأشرطة، هي على هذه الشاكلة التي تفتقر لعنصر التكامل الفني الواضح من خلال طريقة الأداء التي أقرب ما تكون إلى الإلقاء الشعري منه إلى الغناء، ذلك أنّ المؤدي هنا يتكئ على بلاغة الكلمة التي تلقى قبولاً وحفاوة كبيرين من المستمع، حتى أنك إذ تسأله عن رأيه يجيبك بكلمات يقولها لك غيره في مكان آخر، ومع أنني لست ممّن ينزعون إلى الكتابة باللهجة الدارجة، إلا أنني أجد من الضرورة بمكان، أن اذكرها لكم، فمن بين هذه العبارات، قولهم لك:” إنّ كلمات هذه الأغنية (قطع) أو إنها (جت ع الفاهق)” لكنهم لا يعلقون البتّة على اللحن، الذي ما هو إلا مُجرد دندنات على آلة العود، بمقدور أي ِّ هاٍو أن يدندنها، ذلك أنّ لا جُمل موسيقية معدّة لها، وليس ثمة فواصل تتخلل(الكوبليهات) فيها، واعزو ذلك إلى ضآلة ثقافتهم الموسيقية، هذا إن كانت لهم دراية بها أصلاً، اقصد هنا بالطبع المغنين وليس المستمعين المساكين، فحين استماعك إلى هكذا أعمال، لا تعرف هل أنت أمام ملحمة غنائية، أم أنك في حضرة لحّام؟ حينما تجد في الأغنية مثل هذه التعبيرات، يقول بما معناه من شدة ما ينازعه من شوق يودُّ الفكاك منه: إنه لو كان في مكنته الوصول إلى وريده، الذي هو في الواقع أقرب للإنسان من أي شيء آخر، على أية حال، ليقوم بإمساكه ثم سحبه حتى يخرج من قلبه الذي ملأ الحبيب شغافه، في محاولة منه للتخلص من ذاك الشوق، فمثل هذا الكلام على الرغم من شدة بلاغته، لا أراه يصلح للغناء، ذلك أنه منظوم في شكل أبيات شعرية،ولكن لا شاعرية فيه تجعله مقبولاً، لذا يفترض بأنّ يظل مسجلاً على الأوراق، وغير مُلحَّن، بدليل أن ذلك الفريق عندما أراد تسويقه عربياً، لم يرتق ِ إلى مستوى الأعمال الناضجة، فتحجج بقلة الإنتاج، وهي حُجة واهية ولا سند لها، طالما أنها مسجلة على الأشرطة المسموعة ومصوّرة مرئياً، وتمَّ عرضها عديد المرات في الإذاعة وبغزارة في الأسواق؛ فالأغنية العربية الوافدة إلينا، التي قدّمها عمالقة الغناء العربي في فترات سابقة، تحصلت على تأشيرة مرور تعبر بها تلك الحدود الوهمية، ووصلت إلينا إبان قلة الإنتاج ووسائل الإعلام، فقد كان الجيل السابق من المستمعين يتمكن من الاستماع إليها عبر وسائل بسيطة جداً، مثل أجهزة المذياع المركونة في المقاهي الشعبية، ثم وُظفت الخيالة لتقدّمها عبر الأشرطة الغنائية والاستعراضية، وبعد ذلك أصبح في كل بيت مذياع، فتسنى للجميع، أن تتشنف أسماعه بهذا الغناء الجميل، الذي فيه أسلوب الغناء العربي الصحيح والضارب بجذوره الأصيلة في وجدان وضمير المستمع العربي، أينما كان وحيثما وجد، وعلى امتداد رقعة الوطن العربي.
كل ما ورد في هذا المقال، كان إجابة مطوّلة على سؤال، تعددت الإجابات عنه، منها ما قاربت عين الحقيقة، ومنها من شطح مجيبوها بعيداً، خاصة ً ذلك الفريق الذي يدّعي الأصالة، لكن السؤال ظلَّ قائماً دائماً: لماذا لم تصل الأغنية الليبية إلى الأقطار العربية الأخرى؟.
بنغازي في: 15/12/2006