1
… لأول مرة أدخل المدينة الكبيرة.. أخطو بحذر.. أخشى أن يسخر مني الحضر.. أتردد مرتعشاً قبل أن أعبر الشوارع.. في المساءات تعبق الأزقة برائحة الطعام الشهي.. أحس بالجوع.. تجذبني الرائحة إلى أحد المطاعم.. إحدى الأكلات تجعل فمي يتحلب.. لكنني محرج.. فأنا لا أعرف اسمها.. أشير إليها.. يتأملني الطاهي.. هل أرى شبح ابتسامة؟ ملاعين هؤلاء الحضر.. لديهم أطعمة شهية بأسماء غريبة..!!
2
… في حجرتي المزدوجة في الفندق الشعبي نمت مبكراً.. السرير المحاذي فارغ.. في آخر الليل استيقظ على همهمة.. يبدو أن أحدهم قد شغل السرير الآخر أثناء نومي.. كان يدير لي ظهره في العتمة.. يتحدث أثناء نومه: (قتلتها.. خنقتها بحبل الغسيل.. كان لابد أن أفعل ذلك منذ زمن…).. لم أستطع مواصلة النوم.. فخرجت مبكراً.. تاركاً رفيقي يهذي في العتمة.
3
… على مشارف قريتي.. في الحافلة الطويلة التي تهتز.. ألتقط الصحيفة التي في ظهر الكرسي.. عنوان بالأحمر العريض: (مقتل أرملة.. مخنوقة بحبل الغسيل فوق سطح منزلها.. ولا يزال البحث جارياً عن القاتل…).
***
(2013)