عبدالوهاب قرينقو
ونحن نعيش -وإن عن بعد- أجواء وأفراح عودة المهرجان الوطني للمسرح الليبي، بعد انتظار طويل.. بعد 15 سنة غياب، نفتقد المرأة التي كانت حاضرة في آخر دورة في 2008م.. تلك الدورة التي احتضنتها مسارح الجبل الأخضر، في مدن البيضاء وشحات وسوسة ودرنة.. حينها حضرت المبدعة الليبية وإن نسبياً وبشكل أقل من دورات سابقة منها دورة بنغازي 2007 ودورة طرابلس 1999 وأذكر مثالاً لا حصراً النجمات: سعاد خليل وجميلة المبروك وفاطمة غندور وسلوى المقصبي ومنيرة الغرياني وهدى عبداللطيف ونجلاء الأمين ورندا عبداللطيف وانتصار بوشناق وحنان الشويهدي وجميلة الحضيري.. وغيرهن، سأدون أسمائهن تباعاً في هذا البوست التفاعلي.
اليوم أظن أنها دورة بدون فنانات، فالممثلات في انحسار غير مسبوق.. لن أبالغ ولن أهول فأقول إنه غياب يهدد وجود الحركة المسرحية الليبية ولكن سيجعل منها حركة منقوصة وكئيبة وإن جاز لنا التعبير أو نعبث بتعبير مأثور فنقول: المسرح الذي لا يُؤنث لا يُعول عليه.. مسرح بشنبات يقصي المرأة المبدعة عن الركح..هو أشبه بقرية كلها رجال في رجال.
وفي مقال مقبل أبين أسباب غياب المبدعة الليبية عن الإبداع في المسرح، مع أنها حاضرة ضمن الحائط الرابع تشاهد وتكتفي بالفرجة أو أضعف الإيمان تعمل في إحدى لجان المهرجان أو تتقلد منصباً أو تضطلع بوظيفة في وزارة الثقافة والهيئات المنبثقة عنها.
مدينة هون الليبية: 18 ديسمبر 2023م