شعر

إلى عروس الجنوب سناء محيدلي

عروس الجنوب.. سناء محيدلي (الصورة: عن الشبكة)
عروس الجنوب.. سناء محيدلي (الصورة: عن الشبكة)

استهلال:
وردٌ جنوبيٌ، والقلب عربي، لا يرهب الأعداءَ
مهما استشاط العسف
هذا انتصارُ الحب، في لحظة الصحوة، جسدٌ غدا لغماً
وانساب في الآفاق
مطر جنوبي، والأرض عربية، لا تألف الأعداء
مهما أستطال الوقت
هذي عروسُ الأرض، في لحظة الجلوة، تأتي على غفلة
فجراً بلا ميعاد

للغناء عذوبته إنما انتِ كلُ العذوبة مترعةٌ في انفجار
للأناشيد جذوتها
إنما انتِ جذوة هذا الزمان
للجنوب العظيم بطولاته الرائعات
إنما انتِ جذوة هذي البطولات دون مقارنة أو حساب
انتِ هذا الربيع الذي يلهب الأرض بالزهر الغض والامنيات العظام
انت هذا الزمان الذي يقلب الزمن العربي الرتيب زمناً لإنبعاث جديد

لم تكن قبلك النار ناراً، ولا الصخر صخراً، ولا الماء يروي العطش العربي المشين
ثم كنت انفجاراً وغيمة عشقٍ عفي، كنتِ انتِ اكتشاف العناصر ثانيةً
واشتعال الخصوبة في الجسد العربي الكسول
طاب لي أن أقول: ذي سناء الصغيرةُ أكبر من كل عاصمة خائرة
إن نصف ابتسامتها الواثقة..
يلغي قروناً من الغبن والحزن، يبعث في داخلي الأمل البكر
إن العروبةَ أكبرُ من كل طاغية ٍ أو دخيل
طاب لي أن أقول: إن هذي الفتاة الخجولة
أجرأ من لطمة الموت، أجرأ من شحنة الديناميت
ذي سناء البهية خصب الأنوثة، إذ تخلق الأرض من ضلعها والرجال
ذي سناء الجميلة اسماً من الجيل يعيد اكتشاف الخريطة
يصنعها من جديد..
لم تكن قبلها الأرض أرضاً كما نشتهي..
لم يكن قبلها الماءُ ماءً يبل الصدى
لم يكن قبلها الموتُ إلا غياباً بليد، ثم كانت
فكان انبعاث الشهادة ثانية
كسبيل إلى الخلق والانبعاث
يا سماء خذي لونكِ الآن من لون عيني سناء
يا أرض هذا رحيق الشهادة، فلترضعيه الصنوبر والزعتر الجبلي
فسناء الجميلة ماء وخبزٌ وعطرٌ تسّرب في نسغ الشجر العربي
ليس يقتله الديناميت ولا الهمج العسكري
فسناء الجميلة تسري مع الروح في كل فجر جديد.


لم يكن حلمها مثل كل البنات
محض بيتٍ وسيارة فارهة
كانت الأرض في دمها تضطرم
مثلما الماء يسري بنسغِ الشجر
حلمها كان عدلاً وحرية للوطن
غير إن العدو العدو، والشقيق العدو، كانا في كل ظل زاوية يكمنان
لم يكن من خيار جدير بها، غير أن ترجع الأرض للأرض ِ
والماء للماء، أن تمسح الحزن عن أعين الصبية العرب البائسين
ذات يوم يجئ، طفلُها العربي، حاملاً دمها والحليبَ النقي
ذات يوم تلدْ، طفلَها المرتقبْ، كلُ امرأة في بلاد العربْ


سجن أبو سليم 12. 4 .1984

مقالات ذات علاقة

تأويلٌ لعطرٍ كاذب

مفتاح البركي

فقط

خلود الفلاح

اعـتـنـاق

المهدي الحمروني

اترك تعليق