طيوب عربية

سلمى الخضراء الجيوسي في ذمة الله

الطيوب

الدكتورة سلمى الحضراء الجيوسي (الصورة: عن الشبكة)
الدكتورة سلمى الحضراء الجيوسي (الصورة: عن الشبكة)

أعلن اليوم الخميس في عمان – الأردن، وفاة الشاعرة والناقدة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، عن عمر ناهز الـ97 عاماً، وهي من أبرز المشتغلين على تاريخ الأدب العربي ونهضة الحضارة العربية الإسلامية ضمن مشروعها القائم على مواجهة ادعاءات مركزية الثقافة الغربية.

سلمى صبحي الخضراء الجيوسي، ولدت على أرجح الأقوال في العام 1926م (يعتقد إنها ولدت بين العامين 1926 إلى 1928م)، وهي أديبة وشاعرة وناقدة ومترجمة أكاديمية فلسطينية. ولدت من أب فلسطيني وأم لبنانية في صفد الفلسطينية. ترعرعت في مدينة عكا وفي حي البقعة في القدس الغربية.

والدها صبحي الخضراء، المحامي، كان أحد السياسيين الفلسطينيين الأوائل الذين انخرطوا في العمل من أجل وحدة العرب وحقوقهم، ووالدتها أنيسة يوسف سليم تنتمي إلى عائلة لبنانية شارك أبناؤها في الثورة السورية ضدّ الاستعمار الفرنسي. جدها لأمها الطبيب يوسف سليم، وخالها فؤاد سليم، وخالتها الروائية جمال سليم.

ولدت في فلسطين، بعد نكبة 48 عاشت في الأردن. درست الثانوية في كلية شميت الألمانية بالقدس، ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم عادت إلى القدس وعلمت في «كلية دار المعلمات».

حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن ودرّست بعد تخرجها سنة 1970م في العديد من الجامعات العربية والأجنبية في الخرطوم، الجزائر، قسنطينة، يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم في جامعة مشيغان، واشنطن، تكساس. سافرت مع زوجها الدبلوماسي الأردني إلى عدد من البلدان العربية والأوربية، وأسست مشروعا كبيرا يقدم الثقافة العربية إلى الغرب فأنشأت عام 1980م مشروع بروتا للترجمة، ونقل الثقافة العربية إلى العالم الأنجلوسكسوني، وقد أنتجت بروتا، الموسوعات، وكتبا في الحضارة العربية الإسلامية، وروايات ومسرحيات وسيراً شعبية وغيرها.

بدأت الجيوسي كتابة الشعر في سن مبكرة، حيث أصدرت مجموعتها الأولى عام 1960 تحت عنوان “العودة من النبع الحالم”، التي أشارت إلى شاعرية لافتة، ولعلّها أمتن مجموعة لشاعرة عربية في تلك الحقبة، ولتنشر في عقد الستينيات مقالاتها في مجال النقد الأدبي، وترجماتها لمقالات ونصوص أدبية.

انخرطت الراحلة ايضاً في السجال الذي دار حول تجديد الشعر العربي، وكانت صوتاً فاعلاً من خلال كتاباتها النقدية في عدد من المجلّات العربية، آنذلك، تناولت خلالها بنية القصيدة الجديدة وآراءها في تجارب أسماء مثل أدونيس ومحمد الماغوط وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور وجبرا إبراهيم جبرا وخليل حاوي، وراكمت مدوّنتها النقدية المؤثرة في الشرق والغرب حتى كتبت التقرير الخاص بـ”جائزة نوبل” حول الأدب العربي، والذي على إثره استحق نجيب محفوظ الجائزة عام 1988.

ومنذ الستينيات، عملت بشكل موازٍ على الترجمة من وإلى العربية، حيث نقلت كتباً بارزة منها: “إنجازات الشعر الأميركي في نصف قرن” لـ لويز بوجان (1960) و”إنسانية الإنسان” لـ رالف بارتون باري (1961)، و”الشعر والتجربة” (1962)، والجزآن الأول والثاني من رباعيّة الإسكندرية لـ لورنس داريل “جوستين” و”بالتازار”.

أسّست لاحقاً مشروعها الكبير “بروتا” لترجمة موسوعات وكتب في الحضارة العربية الإسلامية، وروايات ومسرحيات وسيراً شعبية وأنطولوجيات شعرية وغيرها من العربية إلى الإنكليزية، من بينها “موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر” بالإنكليزية أيضاً، والتي قدّمت فيها العديد من التجارب البارزة إلى القارئ الغربي.

حظيت الراحلة بتكريمات عربية عديدة، من بينها: “وسام القدس للإنجاز الأدبي” (1990) من “منظمة التحرير الفلسطينية”، ووسام اتحاد المرأة الفلسطينية الأمريكية للخدمة الوطنية المتفوقة (1991)، و”جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي” من “مؤسسة سلطان العويس الثقافية” (2007)، و”جائزة الشيخ زايد للكتاب” (2020)، و”جائزة محمود درويش للإبداع” (2023).

من أعمال الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي
من أعمال الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي

تتمثل أهم أعمالها في:

الموسوعات:

«الشعر العربي الحديث»، منشورات دار جامعة كولومبيا، نيويورك 1987.

«أدب الجزيرة العربية»، نشر كيغان بول عام 1988 ثم جامعة تكساس 1990 و1994؛ التي ترجمت فيها لأكثر من ستين شاعراً من الجزيرة وأربعين قاصاً.

«الأدب الفلسطيني الحديث»، منشورات جامعة كولومبيا، نيويورك 1992، 1993,1994.

«المسرح العربي الحديث» (بالاشتراك مع روجر آلن)، دار جامعة إنديانا 1995.

«الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس»، الذي صدر في سنة 1992

«القصة العربية الحديثة، 104 قاصاً».

دراسة مطولة عن الشعر الأموي في المجلد الأول من موسوعة كمبريدج للأدب العربي.

«تراث إسبانيا المسلمة»

الترجمة إلى الإنجليزية:

«الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي»  للكاتب محمد عابد الجابري.

«الصبار» لسحر خليفة.

«الحرب في بر مصر» ليوسف القعيد.

«براري الحمى» لإبراهيم نصر الله.

«بقايا صور» لحنا مينا.

«الرهينة» للكاتب زيد مطيع دماج.

«امرأة الفصول الخمسة» للكاتبة ليلى الأطرش.

«نزيف الحجر» للكاتب إبراهيم الكوني.

«شرفة علي الفكهاني» لليانة بدر.

وفي مجال الشعر ترجمت إلى الإنكليزية عدداً من دواوين الشعر لكل من: أبي القاسم الشابي، وفدوى طوقان، ومحمد الماغوط، ونزار قباني، وغيرهم.

كما ترجمت العديد من السير الروائية والذاتية لأعلام الأدب العربي.

نشرت دار بريل (ليدن) كتابها «الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث» في جزأين عام 1977، وتُرجم الكتاب لاحقاً إلى العربية.

ترجمت سلمى في مطلع الستينيات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها:

– كتاب لويز بوغان «إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن» (1960).

– كتاب رالف بارتون باري «إنسانية الإنسان» (1961).

– كتاب أرشبيلد ماكليش «الشعر والتجربة» (1962).

– أول جزئين من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل: «جوستين» و«بالتازار».


المصدر: جمع من عدة مواقع على الشبكة

مقالات ذات علاقة

عصر الرقمنة في كتاب

المشرف العام

صدور الديوان التاسع للشاعر حسن الحضري بعنوان «هي حكمةٌ لِلهِ»

المشرف العام

دائرة المكتبات العامّة تشهر “سيلفي مع البحر” لسناء الشّعلان

المشرف العام

اترك تعليق