الطيوب : حاورها / مهنّد سليمان
الأصابع ترافقها فرشاة مطواعة تضخ الأفكار بطعم اللون ورائحة الأمكنة تفوح من بين جنبات الأرض التي تشكلها جغرافية اللوحة، إن هذا ببساطة عميقة ما تمارسه الفنانة التشكيلية الواعدة “عفراء الأشهب” حيث تستهويها المحاكاة فهي تجد عبر تقنيتها فرصة لإعادة تأويل الموجودات، وتأمل ما حولها بعين تفتش عن نقطة تصلها بأقصى ما لم يُكتشف بعد، للمكان وللشخوص ولما كان يحدث قبل زمن، تقول بأنها اهتدت إلى موهبتها في الرسم وهي بعد لم تتجاوز الـ3 سنوات، وعند بلوغها منتصف المرحلة الجامعية قررت تغيير وجهتها واختيار كلية الفنون في خطوة نوعية وجادة أرادت من خلالها أن تنتقل من الهواية إلى التخصص الأكاديمي والاحتراف لتنطلق رحلتها، شاركت في مجموعة من المعارض الجماعية، وتحصلت مؤخرا على الترتيب الأول بجائزة بيت اسكندر للفنون التشكيلية لعام 2022م.
دأبتِ على المشاركة في معظم فعاليات بيت اسكندر الفنية، كيف جاءت مشاركتك لعام 2022 ؟
المشاركات في بداية مشوار أي فنان هي خطوة أولى و هي باب من الأبواب التي يجب أن يستفيد من خلالها بالتعريف عن نفسه والتواصل مع البيئة المهتمة من المثقفين والمهتمين والمقتنيين، بالإضافة إلى مساهمة هذه المشاركات بدعم الفنان على عدة أصعدة، وكذلك هي بادرة منه في طرح أعماله للمتلقيين لرفع مستوى الذائقة الفنية خصوصًا بوجود نقاد مهنيين بالرغم من افتقارنا لهم، وتحكيم من قبل أهل الإختصاص في الفن.
الحكاية حاضرة وبقوة في تفاصيل لوحتك (الحوش البحري) المتحصلة على جائزة بيت اسكندر للفنون، حدثينا عن أجواء انجازك لهذا العمل؟
واجهني تحدٍّ في قصر زمن التنفيذ والتحضير للوحة، فكثرة التفاصيل والدقة عادة ماتستغرق وقتًا طويلًا، وتحتاج من الفنان إلى تركيز وصحوة لإنجازها بشكل جيد، هذا بالإضافة إلى سرقة وقت الفن من قبل الإلتزامات الأخرى، أما عن اللوحات الواقعية بشكل عام فهي تحتاج إلى الكثير من الصبر وعدد ساعات كثيرة من الرسم المتواصل.
الملاحظ أنك تحرصين على استنطاق حكايا الأماكن والوجوه بفرشاتك، هل تجدين بأن الحكاية في العمل التشكيلي ضرورة ؟
الحكاية والرسالة والفكرة هن سيدات الفن بالنسبة لي، وتتعدد المدارس والإتجاهات الفنية، واليوم لاحدود للفن ولا لمعاني الفن أو شكل قالبه إن تسنى له أن يكون داخل قالب،،، ولكن من ناحية تفضيلي الشخصي، فأنا أميل إلى سرد حكاية أو قصة أو رسالة أو معنى أو إيصال شعور من خلال ما أرسمه.
المحاكاة الإبداعية جزء من أدوات الرسام، إلى أي مدى أفادك هذا الجانب في اشتغالك الفني؟
المحاكاة ممقوتة من البعض اليوم، وأتفهم مدى اختلاف الأراء وأسباب هذا الإختلاف، ولكنني بالرغم من اعجابي بتعدد الأفكار وأشكالها التي تم التعبير عليها من خلالها، إلا أنني لازلت أفتتن بالمحاكاة الإبداعية، ولازالت تستقطب العديد ليقفوا في دهشة أمامها، ومع ذلك أفضّل أن أوظفها بشكل سريالي ورمزي أو ربما في اتجاه آخر مستقبلًا.
معظم لوحاتك تميل نحو الواقعية الممزوجة بالسوريالية أحيانا، ماهي المدرسة التشكيلية التي تنتمين إليها؟
في الوقت الحالي أنوي التوجه إلى المدرسة الواقعية ممزوجة بالرمزية والسريالية ولربما حتى المفاهيمية… ما أعرفه أنني أهوى التجريب وإعادة اكتشاف ذاتي خلال كل فترة في اتجاه وبكل مادة متاحة..
متى نرى افتتاح معرضك الأول؟
بالنسبة إلى معرضي الأول لست متأكدة ولكن يجب أن لا يتجاوز العامين القادمين.
كلمة أخيرة:-
شكرًا لكم جزيلًا على هذا الحوار وشكرا لأعزائي القراء مقدّما على بذل وقتهم الثمين في متابعة هذه السطور.