طيوب البراح

أنا نصفك الثاني

من أعمال التشكيلية الليبية منيرة اشتيوي
من أعمال التشكيلية الليبية منيرة اشتيوي

أنا نصفك الثاني
أَنَا الَّتِي يُقَال عَنِّـــــي أنِّي معجبــــــــةٌ – أنَـــا الأَنيس لمنْ بالحبِ يرعــــــــــــانِي
أنَا شبيهُ الشكلِ والروحِ أنَا بضعةٌ منكَ – أنـــــا يــا حبيبي لكَ الإلـــهُ أهـــدانـِــــي
أُنســــــــا أَنيسا بالْـوَأدِ كُنتُ مهـــــــددةٌ – لَــــــــــــولَا تَلَقُفِ قَــلبـــك الحـَــــانـــِـي
وأَنْتَ المـَــلاذُ الذِي بهِ قَــــدْ تَحَصَنْتُ – سـَــداً مَنِيعًا مِنْ خَوفِي وأَحْــــــــــزانـي
أَنَـــا العَطْشَى لِحُبِكَ يَا أَبـِــــــي دوماً – إيَّــــــاكَ أَنْ تُظْمِئْ مِنْ غَيرِ قصدٍ شِرْيَانِي
كُنْ لِي فَيْضاً نـــــَـــــــــــــــابضاً أبـداَ – يــــــروي بِحكمتهِ أَزهـــارِي وأفنــانِــي
كـُن لِي جبـــــــلاً أعلــــوهُ فَيُعْلينِـــي – لاَ حـــَزَنـــاً عَلَيَّ صَرِيعَ الْعيبِ أَرْدَانــِي
سَأَغْدو بِدَعْمكَ فاِلعــُــــــــــــــلَا نَجْمـاً – فَلا تَهـــــــدِمَنَّ بِجُـــــورٍ سَقفَ أَحْلَامـِـي
بِنتُ أًبِي إنّي، فمنْ فِالكَوْنِ، إِنْ مَلَكَنّي يَعْصَانِي
أَيَا أيُّها الدمُ يســرِي في عُرُوق أخـِـــي – أخبرهُ أنـِّــي روحــَـه فــي جسدِهِ الثَّانــي
أَنَا العَضِيــــــــــدُ في الخيـــــرِ وفي الضُّرِ – والسَّندُ الوّفِيُّ إنْ نــَــــادَانِي يَلْقـــَـــانِـي
إنْ أَصاَبكَ السَّعدُ يَــــا خِلي سيُسْعِدُنِي – وإِنْ شَــــــــابَكَ كدرٌ عَاظَمتَ أْحْــزَانِـي
أَتَبْتَلِينِي بِفَقْدِكَ يــــا أَخِي فَتَهْجُرْنــــِــي – وإِنْ هَجَــــرْتَ فَمَنْ بِالوصْلِ يـــَـرْعَانِي
أَأُخَيَّ لا تَقْسُو عَلَيَّــــا فَتـــُــــــدْمِينـــِي – لَسْتُ غَرِيمَكَ فَلِمَ غُـــرُورُكَ أَقْصَـــــانِي
إنِّـــــي الشّقِيقة مِن رُوحــِـك فَقَرِّبْنِـــي – لاَ تَقْسُوَّنَ كَفَــــــى الملْهُوفَ حـــــِـــرمانِ
كُنْ لِي عَطوفـــاً وَدُودًا يا أَخِي كُنْ لِي – عــَـــارٌ عليكَ خَوفَ العــــَـــارِ تَشنانــــي
يا تَؤامَ رُوحِي يَا أخِي أَنتَ، كُنْ حَارسِي ولا تَغْدوَّنَ سَجَّانِي

أنْتَ الفُؤادُ يا نبضَ الروحِ يـــا وَلدي – دُخْــــرًا لأيـــَـــــامـــِــي وسندًا يُواسِينِي
كَيفَ السَّبيــــــلُ لسعــــــــادةٍ إنْ لَـم – تَكُ شَطــرَها الحــَــانِي وبالحُبِ تـَـرْوينِي
أَسْـــــــــأَلُكَ بـِــراً كمَا بالبــِّرِ ربيتـك – وهــــناً علـــى وَهـــــنٍ وقـــدْ أنْبَتُـكَ فـِينـي
يا عملاً مُـــــؤجلاً تَلْقـَـــاهُ مكتُوبـًــا – فَأَسْلِفنـــــِي خَيــــرًا تَلْقَـــــاهُ فِـــي دَيْنِـــــي
واخْفِضْ جَنـَاحَكَ بالذُّلِ مِنَ الرَّحْمِة – يَكْفِيـــنـــِي مِنْك عِنْدَ الـمــشيبِ تُعَـــــزِّيني
واطْلُبْ رِضَا الرَّحْمنِ فِي بِرٍ تُقَدِمُّه – أَخْشَى عَليْك عُقـــــــوقــــــاً مِنكَ يــُـــؤْذِينِـي
أنَـــا جنَّةُ الدُّنيَــــا يــَـا ثَمَــرَتِي أنْتَ – أنــَا لَكَ الفِــرْدَوسُ يـــا كٌـــــلَّ بَســـــــاتينـي
يا خُلاصةَ العُمرِ يا زينةَ الدُّنيا يا قطعةً مِنِّي يَا روحَ ريَاحيني
ويَبْقــَى الحَبيبُ مَزيجـــــاً مِنهُم كُلِهِمُ – أبـــــاً حَنـوناً وفي الخِصامِ يـــــوءاخيني
وإنّي في كل حـــــالٍ كــــــــانِ أرعاهُ – كما الـــوِلــدانُ وبنتاً لـــهُ يــُـراعيـــني
هــــذا الحبيبُ وهـَــــــذا الخِلُ يلقانــي – وأنا الـــودودُ كمَــا دينـــي يـُــوَّصينـي
بالـــــــــــــود والــرحمة الله يُؤْدِمُنا – كمــا النَّفس زوجها مـــن بعدِ تكــــوينِ
فَبـِك الكمالُ يا شــــــــريكَ العمرِ أنشدهُ – وبك أستكينُ يـــــا مكمـــلاً دينـــِـــــــي
أتسْــألنِّي لِمَـــــــــــــا بالشَّـوقِ أنظُركَ – يا مُسْكنَ الـرّوحِ يا نبضَ شـَـــــراييني
وخيرُ متاعِ الدُّنى بصلاحـــي تكسَبهُ – فأحسنْ صُحبتي وبالإخلاص جــازينــي
وأحسنْ تبــعُلَّك فــــالسِّـــرِ والعـْــلنِ – تَلْقَــانِــي مُخْلِصَةً ورِضَاكَ يــُــرْضِيني
أَكفيكَ وَحــــدي فـلا تطمعْ بــِلا سببٍ – كَمَــــا وجـُــودكَ عَــــنِ البَّقيةِ يـَــكْفِـيــني
كفـــــــــــــــى استعباداً واللهُ قد وعدَ – خيرا كثيرا من بعد كــــــــــــــرهٍ تُبْقينــي
شرطُ التعدُّدِ عدلٌ وحسنُ معاملــــةٍ – ولنْ أُعـــَـــــــــارِضَ والله ُربَّي يُقَّوينـي
وإنِّي لشرعِ الله غيرُ منكــــــــــــرةٍ – فـــلا تُنكرنَّ معـــــروفاً فَتــــُــــــؤْذِيــنـي
أنْتَ الأَميــرُ وأَنْتَ القلْبُ تَملُكـُـــــهُ – وأَنَا الرّعِيَّةُ مـَــــــــــا دمْت تـــــراعيني
فَكُنْ وفيــــــــــــاً لعهدٍ عنهُ مسؤولٌ – أمْسِك بمعروفٍ أو بالحُسنى خـــليـــنــــي
يا مسكني أنت، وخليلا أشركه عونا على الدنيا وحرزا على ديني
أنَا إنســــانٌ يَا كُلَّ الدُّنَــــى فَاعْتَــرِفِـــــي – أنــــَا ضِلعٌ أعـْــــوج مَجْبــُولٌ عَـلَـى اللِّيــنِ
أَنـــا الأسَــــاسُ إنْ شئْتَ مُحَــــــاصَصةً – أنـــَا أَصلُ الفِكْرِ والتَـــوْجِيـهِ والــدِّيــــنِ
أَنا فتنــــةٌ كُبــــرَى والكَيـْـــدُ مفضـــوحٌ – وإنْ صَلَحــْتُ فـَمـَـا مـَــالتْ مَـــــوَازِينـــِي
فـَـلا تــــَــــرانــــي جسداً بـِالأْسْرِ تَحكُمهُ – وافتــَـــحْ لِأَفكـَــــــــــارِي كُــلَّ المَيَـــــــادِينِ
أنــَــا بــذرةُ الخيرِ بالجــــــودِ تــــرْوِيهَا – جـــَــادَتْ عَلى الدُّنْيــَا خَيــــــرَ البَسَـاتيــــــنِ
وأَنَا لِلْأَخْــــلَاقِ والعِلْمِ مَـــــدرســةٌ – والأثرُ مَعْـــروفٌ لَـــنْ يُحْصيهِ تَــــدْوينـِي
أَنَــــا الدِّينِ السّلِسْ بِاليــُسْرِ يَنْسـَـــــــابُ – بــِـــلَا دَعْــــــــوَة يَسْـــرِي رِفْقًا مَعَ اللّيــــنِ
فَاحْرِصْ عَلَى تَقْوِيمِ كُلِّ أَحْـــــــــوَالِــي – إِنْ شِئْتَ إِصْــــلاَحَ كـــُـــلِّ المَيـــَــــادِيــــنِ
أَيَا أَيُّهَا الرَّجُلُ مِنْ حَولي أَنـَــــــا المَرْأَة – أَنَــــا كُلِّي لَكَ جــُـــــــــزْءٌ فَإِيَّـــاكَ تُشْقِينِي
أنَا القـَــــــــــــــــــالَبُ الذِّي بـِــِه تَكْتَمِلُ – وخِتــــــامُ الوَصَايـَــا مِنْ خـَــــيرِ النَّبِّــيينِ
أَنَا قَــــــــارورة وإنْ كُنتُ أَحْميـــــكَ – أنَا سهلةُ الكَسْرِ ألا يــــــــــا قويٌ فاحميني
أَنَا القـَـــــارورةُ التِّي بِالحُبِّ تَحْــــوِيكَ – فأكْرِمْ دِيَــــــــــــــــــــارَ الكرَامِ المُحِبِّيـــنِ
أنـَـــــــا ســِــلْمكَ الــــــذِّي عليكَ يَستندُ – فَلِم بنـــــــارِ حُروبــــكَ قَد صِرتَ تكويني
وأحق من في الكون إنــي بصحبتك – أنـــــــــــا يا بني الأم فحقي ذاك أعطيني
والأخت كما البنت، الأنس معقـود – والستر منها النــــــار إن أحسنت تحصيني
والزوج إني والأهــــــــل ألا فاظفر – بالخَيـــــــــرِ فيكَ لخيــــــــــــرٍ منك تهديني
فهــــــاتِ يدكْ أشــــــدُدْ بهَـــا أَزْري – واستعذْ باللهِ مِـــــــنْ كَيـــدِ الشَّيـــــــاطيـــنِ
أَنا حَـــــــــــواءُ يَا كُلُ ءَادَمُ فلتعلَمْ – أَنَا نِصْفُكَ الثَّانِـــــــــــــــــي إِيَّــاكَ تُـــؤْذِينِي
أَنَا نِصْفُكَ الثَّانِـــــــــــــــــي إِيَّــاكَ تُؤْذِينِي

مقالات ذات علاقة

لاجئون ..

المشرف العام

رصاصة رحمة

المشرف العام

موسم فقد

المشرف العام

اترك تعليق