الحلقة الرابعة
هي رائدة من رائداتنا الجميلات وسنديانة من سنديانات ليبيا الباسقات واسمحوا لي في هذه المساحة أن أحدثكم أولاً عنها بصفتها أختي وصديقتي الحبيبة التي أعتز بصداقتها أيّما اعتزاز فبرغم البعد بيننا إذ تفصلنا بحار ومحيطات وجبال كثيرة إلا أنها قريبة مني ومكانتها في قلبي لم ولن تتغير رغم ذلك تأخذنا الحياة في ركابها وتبعدنا سنوات وسنوات ولكن كما يقال (اللي بالقلب بالقلب)،أحدثكم اليوم عن الصديقة والكاتبة والروائية “مرضية النعاس”، كنت أراها هي والسيدة لطفية القبائلي مكافحات لأن العمل الإعلامي والصحفي يحتاج للتفرغ ويحتاج إلى مجهود مضاعف ولكنهما رغم زواجهما وإنجابهما تقومان بتلك المهام على أكمل وجه غير مقصرات في أي منها لذلك اعتبرتهما بطلات عصرهما.
مرضية النعاس، كما عرفتها رقيقة حالمة كفراشة تطير بيننا لا تكاد تسمع صوتها فهي تهمس همسًا والابتسامة لا تكاد تفارقها، بسيطة غير متكلفة جدعة صاحبة صاحباتها ابنة درنة الجميلة قاصة وكاتبة روايات تمتاز بأسلوب أنثوي في كتابتها، في ستينات القرن الماضي زوجها المرحوم الصالحين نتفه رئيس تحرير مجلة ليبيا الحديثة التي كنت مراسلة صحفية لها أنقل لها بعض أخبار الحفلات النسائية الممنوعة على الرجال وقتها، وأجري الحوارات لها. ومازالت أواصر الصداقة بيننا مستمرة بفضل الفيسبوك الذي قرب المسافات ولم شملنا مع صديقاتنا من أيام الدراسة والعمل طبعا للعم مارك كل الشكر والتقدير، ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أشكر الدكتور الفاضل عبدالله مليطان الذي مدني بالمعلومات خاصة انه أصدر (معجم القصاصين الليبيين)، وذكر فيه أيضًا باقة متنوعة من النساء الأديبات فله جزيل الشكر والتقدير.
مرضية النعاس هي أصيلة مدينة درنة الخالدة، نشأت في أسرة متوسطة الحال تعلمت القراءة والكتابة والاطلاع في وقت مبكر من حياتها، حيث أن والدها كان واسع الاطلاع يواظب علي قراءة الصحف والمجلات بشكل منتظم الأمر الذي شجعها على تنمية موهبتها في الكتابة، فدرست القانون في الجامعة عام 1973م ونشرت نتاجها الأدبي في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية من بينها المرأة الجديدة، البيت، الفجر الجديد، الأسبوع الثقافي، الجماهيرية، صوت الوطن، الصياد اللبنانية، البيان التي كانت تصدر من روما، الأمل الليبية.
كتبت وقدمت برامج للإذاعة وهي من الصحافة إلى الميكروفون مع الصالحين نتفه وأسعد الأوقات وصباح الخير وأوراق الورد، كما شاركت كممثلة في عدة مسرحيات في المدرسة، ثم تولت رئاسة تحرير مجلة الأمل والبيت بالوكالة، ونائبة لرئيس تحرير صحيفة البيان الصادرة في روما، كتبت القصة القصيرة والرواية، منها شيء من الدفء، المظروف الأزرق، بنات داخلي، رجال ونساء، غزالة.
تعد هذه نبذة مختصرة عن بطلتنا وحبيبتنا مرضية لأنني لو تكلمت عنها أحتاج للكثير من الصفحات ليتسع لي المجال، لذا أحببت ألا أطيل عليكم ومعظمكم يستعمل النقال ولا يحب البوستات الطويلة، فحديثي عنها مختصر جدًا فمحاسنها لا تعد ولا تحصي وأسلوبها في الحياة ورقيها وشخصيتها الفريدة لا أستطيع احصاءها فهي نموذج يستحق كل الإشادة والتقدير ولتسامحني على ذلك التقصير في حقها.
وإلى لقاء آخر مع شخصية جديدة من بطلاتنا الحبيبات
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.