صدر أخيرًا عن دار «بورصة الكتب» للنشر والتوزيع، بالقاهرة، رواية «ما لم تسمعه الجبال» للأديب الليبي الراحل الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه.وحسب ما يتردد، فإن الرواية كانت موجودة لدى أحد دور النشر و«منسية»، وبفضل جهود العائلة ومحبي وأصدقاء الأديب الليبي الراحل تم التواصل مع الدار وتوِّجت الجهود بنشرها.
وفي تقديمه للرواية، كتب الفقيه: «تتضمن الروايات التي كتبتها رواية تحسب على أدب اليوتيوبيا وتجسد عالمًا فاضلًا، إلا أن الرواية لم تكن تستمد مادتها من الحاضر وإنما هي عودة تاريخية إلى بقعة في التاريخ تصوَّر الكاتب أنه قامت فيها هذه المدينة الفاضلة، التي سماها «عقد المرجان»، وكانت هي الجزء الثاني من الثلاثية التي بدأت برواية «سأهبك مدينة أخرى»، وتدور أحداثها في إحدى مدن الغرب، وانتهت برواية ثالثة تدور أحداثها في طرابلس، هي «نفق تضيئه امرأة واحدة»، وكان عنوان الرواية الثانية التي تدور في عالم المدينة الفاضلة اسمها «هذه تخوم مملكتي»، وربما كان واردًا أن تتسع مثل هذه الثلاثية للحظة حلم وهروب من الواقع إلى عالم الفانتازيا بين تغريبة البطل الأوروبية وبين عودته إلى واقع خانق يعيش تحت التقاليد القاسية والقوالب الجامدة في التربية والتعامل والسلوك».
وعلى الغلاف الخلفي للكتاب، يقول الأديب الليبي الراحل: «ما لم تسمعه الجبال، رواية كتبتها في السنوات الأخيرة على الانتفاضة التي شهدتها عدة أقطار عربية، بينها ليبيا، وسميت انتفاضات الربيع العربي، أسفر ربيعها عن كابوس من عالم الرعب والدم والاحتراب، وكنت منخرطًا في الحراك الثوري الذي أدى إلى تقويض نظام سبتمبر وإحلال الحراك السياسي الذي أفرزته ثورة 17 فبراير».
والفقيه من مواليد العام 1942، وهو كاتب وأستاذ جامعي في الأدب العربي الحديث، له ترجمات لعدد من الأعمال الأدبية إلى لغات متعددة، من أهم أعماله أطول رواية عربية بعنوان «خرائط الروح» ورواية «خالتي غزالة تسافر في فندق عائم إلى أميركا»، وثلاثية «سأهبك مدينة أخرى»، التي صنفها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ضمن قائمة أفضل 105 روايات عربية في القرن العشرين، ومجموعة «قصص من عالم العرفان».
ويعد الفقيه من رواد القصة القصيرة في ليبيا، التي كتبها وعرف بها خلال فترة الستينات من القرن الماضي، وحصد عديد الجوائز الأدبية من خلال قصصه، ومن بينها مجموعته القصصية «البحر لا ماء فيه» التي فازت بالمركز الأول في جوائز اللجنة العليا للآداب والفنون بليبيا، في تلك الفترة.
وحصل الراحل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، من جامعة إدنبره بإسكتلندا، ثم التحق بسلك التدريس في غير جامعة ليبية وعربية، وأيضًا عمل في عدد من المؤسسات الصحفية، كما شغل عديد المناصب خلال التحاقه بالعمل الدبلوماسي، وبدأ ينشر إنتاجه الأدبي في الصحف الليبية منذ العام 1959.