عبد الرحيم ناصف – المغرب
…وسيجيء يوم لا يشبهك، لا يشبهني.
سيجيء غد لا يشبه الغد الذي يصحو ، لا يشبه الغد الذي نام
و صار أمسا.
سيجيء ليل تلج فيه محرقة الرقص.
تلج المحراب كما عراف قد اصطفاه أوج الكلام.
تبارك رذائل الموجوعين
و تقطف القصائد من
خطاياهم…
…
سنسقط كثيرا
بشبه الجسد هذا.
بما تبقى منه و من رائحة الصراخ و لون القمر.
سنعبر حقول الشوك ..
كما الحفاة
كما العراة
كما حطابين أنهكتهم أيديهم،
يكتبون أغانيهم الرديئة على صفائح الفؤوس.
كما جنود عادوا من خسارتهم
و هم يغنون…
ستتشابه الخيبات و الخسائر…
الطرقات أيضا ستغمز علينا،
الحانات ستنظر الينا من تحت “عوراتنا”.
القوالون سيمنحون لألسنتهم المدلاة على أحذية ملمعة
بعض الكلام،
و كل الصمت..
…
لا غد يشبه الوقت الذي
يعبرنا
…
“ليست المدينة ما أرى…
ليست المدينة ما أسمع..
ها طبول الرعاة تدق…
شاعر حداثي يتبول على قارعة قصيدة،
عجوز تتأمل صف التلاميذ الذاهبين الى وردهم
و تستمني…
ليست المدينة ما أرى….
ما لهذا الارهاق يصيبني و يثقل علي الطريق الى
موتي؟
…
لا غد يتحدث عن الطفل الذي سأصيره..
ما عادت هذه الطفولة
تنتصب في ساعات التعب.