قيل لبيكاسو لماذا لوحاتك دائما تظهر وكأنها مهترئة وبالية , اجاب: هكذا هي الاسطورة , وهنا لوحات الفنانة العراقية الأمريكية فيان سورا المولودة في بغداد والمقيمة في امريكا تسرد اسطورتها الشخصية وعلاقتها بالآخر والحياة , قصص النساء والنزوح والحرب وامال العودة واثار متخيلة وحضارات بلاد الرافدين في ومضات شعرية يبوح بها اللون المفعم بالحياة لخلطة ثقافية منسجمة مع خطابات الفن الجديد, يتحدث بلسان الحاضر عن الام البشر وامالهم , تشتغل من داحل مناطق الاكثر حساسية والاقرب الى النبع لفنون الآوت سيدر ومناخات الفن الخام في خطاب معاصر جدا, حيث لا توجد اي شوائب يمكن ان تعكر صفوة مزاج هذه العوالم المتعالية عن واقع مُضْنٍ وزمن ردئ.
مما يميز هذه التجربة انها تبلورت من فعل انسجام ثقافتين مختلفتين هي حضارة العراق القديمة والشرق عموما والحضارة الغربية المعاصرة واستطاعت ان توائم بين مناخين متباينين وتجمع المفكك ويفكك المركب في اعمال تعبيرية جديدة لنصوص مفككة بانسجام رائع على مساحات لوحاتها من حيث التكوين لهذه الاعمال والتلوين المعتمد على ركون داخلي للإضاءات روحية عميقة، تقترب من البدائي في أنفاسها وتلامس المعاصرة في شكلها العام، تتحدث عن قصص واساطير الناس في ابلغ حالاتها.
من عناوين معارضها: “الروايات النازحة” , “الهروب إلى الحياة” ,”التراث: بابل إلى بغداد” و “تأملات: اسطنبول إلى بغداد” , “نبضات وأشكال وحواس زمان” فكأنها اشعارات ما بين الاحتجاج عن القبح من أفعال الكائن والاحتفاء بالحياة في اجمل صورها. في لوحاتها ثيمة النزوح والانكفاء الداخلي هو الأبرز رغم فرح عابر على اغلب هذه الاعمال ببهجة التلوين والتدوين بقصص تفصح عن نفسها على استحياء.
من مواليد بغداد بالعراق 1976، فنانة عراقية أمريكية. قامت بالعديد من المعارض بالعراق، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، ودول أوروبا والشرق الأوسط. حصلت على شهادة علوم الكومبيوتر من جامعة المنصور ببغداد، وجامعة بيلارماين بالولايات المتحدة 2012 ودرست فنون الطباعة في متحف إسطنبول 2006.