من أعمال التشكيلي الأردني وليد الجعفري
شعر

مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ ..


مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ أَنَا ..
أُصَنَّفُ مِنْ آخِرِ الْدَرَجَاتْ
تَسْأَلُونَ .. مِنْ أيِّ الْبِلاَدِ ..
ألَمْ أَقُلْ أَنْنّي عَرَبِيٌّ !! ..
زَادِي بِضعُ أُمْنِيَاتٍ ..
وكثِيرٌ مِنَ الْخَيْبَاتْ
لاَ أَحْمِلُ مَعِيَ هَوِيَّةٌ
ولاَ أنْتَمِي إلَىَ أيِّ حِزْبٍ
ولاَ تُغْرِينِي كُلَّ الأحلاَفِ ..والْتَيَّارَاتْ
أنَا لاَ أحْمِلُ شَيئاً ..
سِوَىَ عِشقَ الْوَطَنِ
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – أكْبَرُ الْمِحَنِ
*****

مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ ..
مِنَ الْدَرَجَةِ الَّتِي أقَلَّ مِمَّا تَعْتَقِدُونْ
يَسْكُنَنِي وَجَعَ الْبِحَارِ والأَنْهَارِ ..
والْشَوَاطِيءِ .. الَّتِي تَرْسِمُونْ
يَسْكُنُنِي هَذَا الْشَارِعُ الْمُهَرْوِل
مِنَ الْمُحِيطِ .. إلَىَ الْخَلِيجِ
ومِنَ الْعُقُولِ إلَىَ الْبُطُونْ
يَسكُنُنِي بِكُّلِّ الْحُبِّ .. والهُدوءِ ..
بِكُلِّ الغَضَبِ .. والْعَربَدَةِ .. والْمُجُونْ
ذَنْبِي أنَّي أُحِبُّه بكُلِّ جُنُونْ
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – أكْبَرُ الْمِحَنِ
******

مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ
أَحْمِلُ الْوَطَنَ .. فِي مَلاَمِحِ وَجْهِي
فِي بَحْةِ صَوْتِي
أَحْمِلُهُ فِي غَرَائِزِي الْمَشْبُوهَةِ ..
أٌعْلِنُهُ صَحْوِي .. ونَوْمِي
أُعْلِنُهُ فِي مَوْتِي
أُلَوِّنُهُ أيْنَمَا كُنْتُ
بِطَعْمِ زَيْتُونَتِي ..
بِلَونِ شُرْفَةِ الْصَبَاحِ فِي بَيْتِي
أَمْنَحَهُ طَعْمَ الْزَعْتَرِ والْلَيْمُونِ
أُحِبُّهُ أَكْثَرَ مِمَّأ تَتَخَيَّلُون
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – أكْبَرُ الْمِحَنِ
****

مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ
حُلُمِي صَارَ قِطْعَةٌ مِنْ رَغِيفْ
حُلُمِي وَطَنٌ
جَمَّدَتْهُ بُرُودَةِ الْكَذِبِ ..
وانْتِظَارَاتِ الْرَصِيفْ
ولَيْلٌ هَادِيءٌ أَضُمُّهُ ..
وعُمْرٌ فِي وَطَنِي .. يُوَاصِلُ الْنَزِيفْ
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – أكْبَرُ الْمِحَنِ
*****

مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ
لاَ أَمِلِكُ مِنَ الأَمْطَارِ إلاَ دُمُوعِي
سَرَقُوا مِنِّي كُلَّ شَيءٍ
سَرَقُوا ابْتِسَامَتِي
سَرَقُوا صَلاَتِي وخُشُوعِي
صَادَرُوا كُلَّ رَغَبَاتِي
أطْفَئُوا شَمْسِي وقَمَرِي
أذَابُوا كُلَّ شُمُوعِي
كَشَفُوا عَوْرَتِي .. وتَرَكُوْنِي
أَسْتُرُ بِبَعْضِ الأَورَاقِ رَبِيْعِي
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – أكْبَرُ الْمِحَنِ
*****

مُوَاطِنٌ عَرَبِيٌّ
لاَ أَمْلِكُ مِنَ الْوَطَنِ سِوَىَ شِعْرِي
ولَعْنَةِ أَبِي حَيْنَ أَمَّنَنِي عَلَىَ الْوَطَنِ
فَأورَثَنِي قَهْرِي
أَبِي حَمَّلَنِي أُكْذُوبَةٌ
كَانَ دَائِمَاً يُحَدِثُنِي
عنِ الْنّورِ .. وعَتِ الْفَجْرِ
كَانَ يَغْرِسُ الأَحْلاَمَ فِي ضُلُوعِي
ويَحْشُرُ الْوَطَنَ ..
كُلَّ لَيْلَةٍ فَوْقَ ثَغْرِي
آهٍ يَا أَبَتِي ..أَنَا الأَنَ فَقَطْ
أَبْحَثُ عَنْ مَكَانٍ لِقَبْرِي
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – أكْبَرُ الْمِحَنِ
وتِلْكَ – يَا سَادَتِي – آخِرُ الْمِحَنِ

مقالات ذات علاقة

البهلوان

عمر عبدالدائم

جوع المصابيح الطرية !

مفتاح البركي

انهض سبتيموس*

عبدالسلام العجيلي

اترك تعليق